خولة الطاوس: لؤلؤة سمراء تضيء سماء سليانة بفن أصيل وحلم مسرحي غنائي

الرؤية المصرية- تونس- (شمالي غرب) سليانة- متابعة: عوض سلام//

في ليلة ساحرة ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان المسرح والمجتمع بسليانة، شمال غرب تونس، أضاءت الفنانة التونسية خولة الطاوس خشبة الفضاء المفتوح أمام المركب الثقافي بأدائها الغنائي المميز.

خولة الطاوس: لؤلؤة سمراء تضيء سماء سليانة بفن أصيل وحلم مسرحي غنائي

اقرأ ايضأ:-

قدمت هذه الفنانة السمراء، التي تحمل في صوتها عمق الأصالة وروح التجديد، سهرة طربية جمعت بين ألوان الغناء الشرقي الأصيل، والتونسي العريق، والفلكلور الشعبي، لتأسر قلوب الجماهير الحاضرة التي تفاعلت معها بحماس كبير.

بعد هذا الأداء المبهر، الذي أثبتت فيه خولة حضورها الفني القوي، كان لنا معها لقاء حصري كشفت فيه عن جوانب من مسيرتها الفنية وطموحاتها المستقبلية.

مهرجان يحتفي بالفن وتفاعل جماهيري استثنائي

لقد كان مهرجان المسرح والمجتمع بسليانة، في دورته الرابعة، منصة رائعة للاحتفاء بالفن والثقافة، وشهدت سهرة خولة الطاوس تجسيداً حقيقياً لروح المهرجان.

تفاعل الجمهور الحاضر، الذي ملأ الفضاء المفتوح، بشكل لافت مع كل نغمة وكل كلمة صدحت بها حنجرة خولة. بين التصفيق الحار والترديد للأغاني، رسم الحضور لوحة من الانسجام بين الفنانة وجمهورها.

ومع اقتراب السهرة من نهايتها، اختارت خولة أن تودع الحضور بلحن خالد، فصدح صوتها الشجي بأغنية فيروز الخالدة "نسم علينا الهوا"، لتختتم الأمسية بلمسة من الشجن والرومانسية، تاركةً في الأذهان صدىً جميلاً لهذه اللؤلؤة السمراء التي أثرت سماء سليانة بفنها.

مسيرة فنية متجذرة في الأصالة 

تحدثت خولة الطاوس لـ"شبكة الرؤية الاخبارية المصرية" عن بداياتها الفنية التي تعود إلى سنوات طفولتها في "كرة البحيرة"، مؤكدة أن شغفها بالموسيقى بدأ مبكراً.

ثم صقلت موهبتها بالدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقى، حيث تخصصت في الغناء العربي. وأعربت عن امتنانها الكبير لأساتذتها الذين زودوها بالأسس المتينة التي مكنتها من الانطلاق بحرية في عالم الفن. 

تأثرت خولة بشكل كبير بعمالقة الطرب العربي مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، اللذين شكلا مدرستها الفنية الأولى قبل دخولها المعهد. هذا المزيج بين الموهبة الفطرية والدراسة الأكاديمية والتأثر بالرواد، منح صوتها عمقاً وبعداً خاصاً، يمزج بين الأصالة والتجديد.

تجارب عالمية وطموح مستقل

لم تقتصر مسيرة خولة على الساحة المحلية، فقد خاضت تجارب فنية خارج تونس، كان أبرزها مشاركتها في عرض بمسرح الأوبرا في فرنسا. وعبرت عن فخرها الشديد بهذه التجربة، معتبرة إياها من أهم محطاتها الفنية التي أظهرت فيها أفضل ما لديها.

وعند سؤالها عن حظ الفنان التونسي إعلامياً، كانت خولة صريحة، مشيرة إلى أن العديد من الفنانين لا يجدون حظهم الكافي في الإعلام التونسي.

لكنها أكدت أن هدفها الأساسي ليس الشهرة الإعلامية، بل العمل الجاد على تطوير ذاتها وتقديم فنها للجمهور، مؤمنة بأن الجمهور سيكتشفها ويهتم بها تدريجياً. 

كما كشفت خولة عن إنتاجها الخاص لأعمالها الفنية، مشيرة إلى أنها تتولى بنفسها مسؤولية الإنتاج والتمويل. وأوضحت أنها لا تثق في شركات الإنتاج، ولم تتلق عروضاً منها، مما دفعها للاعتماد على نفسها في مسيرتها الفنية. 

حلم العرض المتكامل: مسرحية غنائية بروح جديدة 

تتطلع خولة الطاوس إلى المستقبل بخطط طموحة، حيث تسعى لإنتاج أعمال فنية تكون أكثر استراتيجية وتصل إلى جمهور أوسع. لكن حلمها الأكبر، الذي راودها منذ الصغر، هو تقديم "عرض متكامل" يجمع بين الغناء والرقص والمسرح. 

تطمح خولة إلى تقديم عمل فني يمزج بين هذه الفنون، مستلهمة من تجربتها المبكرة في مسرح التياترو مع توفيق الجبالي. هي لا ترى نفسها ممثلة بالمعنى التقليدي، لكنها تحلم بـ"مسرحية غنائية" أو "عرض غنائي فيه مسرح"، يكون خليطاً موفقاً يعكس رؤيتها الفنية الشاملة.

تواصل خولة الطاوس، هذه الفنانة السمراء ذات الصوت الدافئ والرؤية الفنية الواضحة، شق طريقها بثبات في المشهد الفني التونسي والعربي، حاملة معها أحلاماً كبيرة تسعى لتحقيقها، ومقدمة فناً يلامس الروح ويجمع بين عراقة الماضي وإشراقة المستقبل.