الحدث، الذي شهد حضورًا إعلاميًا وفنيًا كبيرًا، سلّط الضوء على مجموعة من المشاريع المميزة التي تعكس رؤية علوي الفنية وشغفه بتقديم أعمال تجمع بين الأصالة والحداثة.
كما تحدثت الإعلامية التونسية ريم شاكر في السياق ذاته، مشيرة إلى الأهمية الثقافية لهذه الأعمال.
عرض "عين المحبة" ومهرجان مسرح الصحراء
أبرز ما تم الإعلان عنه هو العرض الفني المرتقب بعنوان "عين المحبة"، والذي سيقام في مدينة لوبيرا يوم 4 مايو 2025، كجزء من اختتام المهرجان الدولي لمسرح الصحراء في قبلي.
هذا العرض، الذي يُنظم شهريًا، يجمع فنانين من جيلين مختلفين لتقديم أغانٍ تونسية تعكس التراث والمعاصرة.
ويأتي العرض ثمرة تعاون بين المخرج حافظ خليفة والفنان شريف علوي، حيث يعبر عن رؤية مشتركة تهدف إلى إحياء الفن التونسي الأصيل.
وفي تصريحات لصحيفة "الرؤية المصرية"، أكد علوي أن المهرجان يتوقع استقطاب أكثر من 80 ألف متفرج، مشيدًا بدور الفنان حافظ خليفة في إدارة المهرجانات، ومؤكدًا أهمية وجود فنانين في قيادة مثل هذه الفعاليات.
"تونس تغني" ضمن فعاليات شهر التراث
لم تقتصر الفعاليات على عرض "عين المحبة"، بل أعلن علوي عن عرض آخر بعنوان "تونس تغني"، المقرر إقامته يوم 16 مايو 2025 ضمن فعاليات شهر التراث. سيشارك في هذا العرض مجموعة من الفنانين التونسيين، بهدف إبراز التنوع الثقافي والموسيقي لتونس.
وأشار علوي إلى أن هذه الفعاليات تعكس شغف الفنانين المستمر بتقديم أعمالهم على المسرح، رغم التحديات اللوجستية والفنية التي قد تواجههم.
دعوة إلى مسرح الأوبرا
في سياق متصل، دعا شريف علوي أصدقاءه الصحفيين لحضور حدث موسيقي مميز يوم 1 مايو 2025 في مسرح الأوبرا، حيث سيؤدي فنان شاب أغانيه الخاصة.
هذا الحدث يعكس التزام علوي بدعم المواهب الشابة وتوفير منصة لهم للتعبير عن إبداعاتهم.
الثقافة اللامركزية والتوجه نحو الطبيعة
أكد علوي خلال الندوة على أهمية الثقافة اللامركزية، مشددًا على ضرورة الخروج من العاصمة لتقديم الفنون في مناطق أخرى، خاصة في الطبيعة.
وأشار إلى أن مهرجان الصحراء في قبلي يمثل نموذجًا مثاليًا لهذا التوجه، حيث يتيح للفنانين التفاعل مع الجمهور في بيئة طبيعية ملهمة.
كما دعا إلى أن يكون للفنان مشروع إنساني يركز على تربية الأطفال من خلال الطبيعة، معتبرًا أن الفن لا يقتصر على الترفيه بل يحمل رسالة تربوية ومجتمعية.
تاريخ فني تليد لشريف علوي
شريف علوي، الذي يُعدّ أحد أعمدة الفن التونسي، بدأ مسيرته الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث اشتهر بصوته العذب وأدائه الذي يجمع بين الطرب الأصيل والروح العصرية.
قدم علوي العديد من الأعمال التي تركت بصمة في الوجدان التونسي، مثل ألبوماته التي مزجت بين الشعر العربي والموسيقى التونسية التقليدية. شارك في العديد من المهرجانات الدولية، حيث حمل اسم تونس عاليًا في المحافل العربية والعالمية.
كما عُرف بدوره في دعم الفنانين الشباب وإحياء التراث الموسيقي التونسي من خلال تعاونات مع مخرجين وشعراء بارزين. رحلته الفنية، التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، تجمع بين الإبداع والالتزام بقضايا الثقافة والمجتمع، مما جعله رمزًا للفن الملتزم.
يؤكد صيف 2025 أن شريف علوي لا يزال في قمة عطائه الفني، حيث يقدم من خلال هذه الفعاليات رؤية فنية شاملة تجمع بين الأصالة والتجديد.
سواء في مسرح الأوبرا، أو في قلب الصحراء، أو ضمن فعاليات شهر التراث، يواصل علوي إلهام الجماهير ودعم الفن التونسي بكل شغف وإخلاص.