اقرأ ايضأ:-
يأتي هذا المهرجان كتظاهرة ثقافية بارزة تهدف إلى تعزيز دور المسرح في تغيير المجتمع وصناعة شخصية المواطن، مع التركيز على القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تهم الفرد المحلي والعالمي.
رؤية فنية متجددة مع صالح فالح
في تصريح لمدير المهرجان، الفنان صالح فالح، مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بسليانة، أكد أن هذه الدورة تحمل في طياتها فكرة جديدة تتمحور حول تعزيز الخصوصيات الثقافية.
وأشار إلى أن المهرجان يسعى لتأسيس شراكة مع جامعة الفنون الجميلة بسليانة والمعهد العالي للفن المسرحي، بهدف إنتاج بحوث ودراسات حول التنوع الثقافي والعلاقة بين الفنون المحلية والعالمية.
وقال فالح:
"الدورة الرابعة هي دورة أساسية كما الدورات السابقة، لكننا نسعى لتثبيت المهرجان كتقليد دائم. الجديد في هذه الدورة هو تركيزنا على الأعمال المسرحية المرتبطة بالثيمة الكبرى للمهرجان، والتي تتناول الخصوصيات الثقافية.
افتتحنا الدورة بلقاء مفتوح جمع دكاترة وفنانين من مجالات الموسيقى، المسرح، السينما، والفنون التشكيلية، إلى جانب متخصصين في علم الاجتماع والفلسفة، لنؤسس مشروعاً يمتد طوال العام لنشر الدراسات حول هذه القضايا."
وأضاف أن المهرجان يركز على المسرح الجماعي كوسيلة لتعزيز قيم التكافل والتعايش والتضامن، مع اختيار عروض مسرحية تتناول قضايا الناس بعمق، بعيداً عن الاستهلاكية، وتسعى إلى تطويره على المستويين الجمالي والفكري.
دعم جهوي ورؤية ثقافية شاملة
من جهته، أكد ماهر النصري، المندوب الجهوي للثقافة بسليانة، على أهمية دعم المندوبية الجهوية للمشاريع الثقافية على المستوى المحلي. وأشار إلى أن المهرجان يمثل فرصة للمسرحيين والجمهور لتجديد العهد مع المسرح، مؤكداً على دوره في بناء شخصية المواطن القوية والواعية.
وقال النصري:
"المهرجان فرصة للجمهور للتكوين من خلال الورشات التي ينظمها، وكذلك لتقديم عروض فرجوية متنوعة تشمل الموسيقى والرقص المسرحي والسيرك.
المندوبية الجهوية تحرص على التنوع الثقافي، حيث نظمت خلال السنة تظاهرات تتعلق بالفنون التشكيلية والتراث، ونستعد لمهرجانات صيفية تجمع بين الموسيقى الوترية، الشبابية، والشعبية."
برنامج متنوع يعكس الإبداع التونسي يتميز برنامج الدورة الرابعة بتنوعه اللافت، حيث يشمل عروضاً مسرحية تونسية حائزة على جوائز وطنية وعربية، إلى جانب مشاركات في ملتقيات أوروبية.
كما يتضمن المهرجان عروضاً للرقص المسرحي، مثل عرض عمال العويني الجديد، وعروض السيرك المرتبطة بالمختبرات التي ينظمها المركز على مدار العام.
ويبرز التكوين كعنصر أساسي في المهرجان، حيث يتم إنتاج مشاريع احترافية جديدة من خلال ورشات التكوين.
ويؤكد القائمون على المهرجان على أهمية اختيار الأعمال المسرحية التي تعكس قضايا المجتمع، مع التركيز على قيم المواطنة، العدالة، والحرية.
ويأتي هذا المهرجان كجزء من جهود مستمرة لتعزيز المشهد الثقافي في سيليانة، مما يجعله منصة للحوار بين الفنون والمجتمع، وربط الإبداع المحلي بالقضايا العالمية.
و تعد الدورة الرابعة لمهرجان المسرح والمجتمع بسليانة فرصة للاحتفاء بالإبداع التونسي، وتعزيز التواصل بين الفنانين والجمهور، مع التأكيد على دور المسرح كأداة للتغيير الاجتماعي.
من خلال الشراكات الأكاديمية والورشات التكوينية والعروض المتنوعة، يواصل المهرجان رسالته في إحياء الفنون الركحية وتثمين التراث الثقافي المحلي.
