اقرأ ايضأ:-
الحفل، الذي جرى في فضاء مفتوح، شهد تفاعلاً استثنائيًا من الجمهور، حيث امتزجت الألحان النضالية للشيخ إمام وسيد درويش مع أصوات الأطفال الذين شاركوا نورهان في الغناء، مما أضفى على الأمسية طابعًا إنسانيًا وجماهيريًا فريدًا.
أداء يعكس روح الفن الملتزم
قدّم عبد الرؤوف الهداوي، الموسيقي والمربي الثقافي، أغنية "وآه يا عبد الودود" للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، التي حملت رسائل نضالية عميقة لاقت صدى كبيرًا لدى الحضور.
نورهان، بدورها، أبدعت في تقديم مجموعة من أغاني الشيخ إمام وسيد درويش، ممزوجة بلمساتها الفنية الخاصة،
وشاركتها مجموعة من الأطفال في أداء عفوي أضاف بهجة وحيوية للسهرة. هذا التفاعل بين الأجيال عكس التزام الثنائي بتقديم فن يجمع بين الأصالة والرسالة الإنسانية.
أهمية الفن الملتزم في المهرجانات المجتمعية
الغناء الملتزم، كما قدّمه نورهان وعبد الرؤوف في مهرجان "المسرح والمجتمع"، يحمل أهمية كبيرة في تعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي. هذا النوع من الفن لا يقتصر على الترفيه، بل يشكل أداة لنقل القيم الإنسانية وتعزيز الوعي المجتمعي.
في سياق مهرجان مثل "المسرح والمجتمع" بسليانة، يلعب الغناء النضالي دورًا حيويًا في إلهام الجمهور، خاصة الشباب والأطفال، للتفكير في قضايا المواطنة وحقوق الإنسان. الأغاني التي تحمل إرث الشيخ إمام وسيد درويش، بكلماتها القوية وألحانها المؤثرة، تساهم في بناء جسور بين الأجيال وتعزز الشعور بالانتماء للهوية الثقافية العربية.
كما أن مشاركة الأطفال في الأداء تضيف بُعدًا تربويًا، حيث تنقل هذه القيم إلى الجيل الجديد بطريقة مباشرة ومؤثرة.
منصة ثقافية تهدف إلى تعزيز الحوار المجتمعي
مهرجان "المسرح والمجتمع" في دورته الرابعة، الذي انطلق في 23 يونيو 2025، يُعد منصة ثقافية تهدف إلى تعزيز الحوار المجتمعي من خلال الفنون. وقد تضمن المهرجان عروضًا موسيقية ومسرحية، إلى جانب ورشات تدريبية للصغار والكبار.
عرض نورهان وعبد الرؤوف كان جزءًا من هذا السياق، حيث تم اختيارهما لتقديم الأغاني النضالية التي تتماشى مع رسالة المهرجان.
تبع العرض الموسيقي عرض مسرحي بعنوان "عطيل وبعد" للمخرج حمادي الوهايبي، الذي ناقش قضايا إنسانية مستلهمة من نص شكسبير. الفن كأسلوب حياة
في حوار أجرته شبكة "الرؤية الاخبارية المصرية" ضمن فعاليات المهرجان، أكدت نورهان أن الفن الملتزم هو جزء لا يتجزأ من حياتها، متأثرة بوالدها عبد الرؤوف الذي يرى الفن كـ"نظام حياة".
نورهان، التي درست الموسيقى وحصلت على ماجستير فيها، تحدثت عن شغفها بالتراث التونسي واكتشافها لعمق المقامات والجمل الموسيقية فيه. عبد الرؤوف، بدوره، أشار إلى أن نورهان نشأت في بيئة مشبعة بالقضايا الإنسانية والوطنية، حيث كان الفن جزءًا من حياتهم اليومية.
هذا الالتزام تجلى في أدائهما، حيث مزجا بين التراث التونسي والأغاني النضالية التي تحمل رسائل إنسانية عميقة.
لحظات لا تُنسى
إحدى اللحظات المميزة في السهرة كانت مشاركة الأطفال، التي أضافت بُعدًا إنسانيًا وتربويًا للحدث. الأغاني التي اختارها الثنائي لم تكن مجرد عروض فنية، بل كانت تعبيرًا عن هوية ثقافية ونضالية تتجاوز الحدود الجغرافية.
التفاعل الحماسي من الجمهور عكس نجاح السهرة في خلق جسر بين الفن والمجتمع، مما يؤكد قدرة الموسيقى على توحيد الناس حول القضايا المشتركة.
سهرة نورهان وعبد الرؤوف الهداوي في مهرجان "المسرح والمجتمع" بسليانة 2025 كانت احتفالاً بالفن الملتزم والتراث الثقافي، فأداؤهما، الذي جمع بين الأصالة والنضال، ترك أثرًاعميقًا في قلوب الحضور، مؤكدين أن الموسيقى ليست مجرد ترفيه، بل وسيلة لنقل القيم وتعزيز الوعي المجتمعي.
فمن سليانة، أرسل الثنائي رسالة حب وتضامن إلى الشعب العربي، مؤكدين أن الفن سيظل دائمًا صوت الحق والإنسانية.