اقرأ ايضأ:-
بين الفرص الواعدة والتحديات الأخلاقية والثقافية، تباينت آراء المتحدثين حول كيفية تسخير هذه التقنية لتعزيز الإبداع مع الحفاظ على الهوية العربية. فيما يلي أبرز مداخلات المشاركين والأفكار التي طرحوها.
الدكتورة إيناس شنوفي: الذكاء الاصطناعي من النشأة إلى الابتكار
افتتحت الدكتورة إيناس شنوفي، مؤسسة مجموعة ADOPT-AI، الندوة بعرض حيوي تتبع تطور الذكاء الاصطناعي منذ خمسينيات القرن الماضي، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
أوضحت كيف يمكن لهذه التقنية تحليل الصور والفيديوهات بدقة، كالتعرف على الأشخاص من خلال معالجة البكسلات. وأكدت أن "جمع بيانات نظيفة ومنظمة هو مفتاح نجاح نماذج الذكاء الاصطناعي". لكنها حذرت من التحيز الأخلاقي في المحتوى المولد، مشددة على ضرورة تدخل المحررين البشريين لضمان الدقة. كما دعت إلى تطوير نماذج محلية تحترم الخصوصية الثقافية العربية.
ديباش - علي بابا: تسريع الإنتاج الإعلامي بتقنيات متطورة
من جانبه، شارك ديباش من شركة علي بابا تجربة الشركة في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى إعلامي تفاعلي، خاصة في الأحداث الرياضية مثل أولمبياد باريس.
أوضح كيف ساهمت 180 كاميرا مدعومة بالذكاء الاصطناعي في تجميع لقطات حية، مما أتاح تجربة مشاهدة غامرة عبر منصات رقمية.
وقال: "نستخدم الذكاء الاصطناعي لتسهيل المهام، مثل إنتاج مقاطع فيديو قصيرة في ثوانٍ، لكن المحتوى يظل مستندًا إلى مصادر موثوقة". وأشار إلى أهمية التحقق من المحتوى لتجنب الأخبار الزائفة، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يكمل العمل البشري وليس بديلًا عنه.
كارينة مهنا - سبوتنيك: الذكاء الاصطناعي مكمل للإبداع البشري
قدمت كارينة مهنة من وكالة سبوتنيك تجربة الوكالة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع إنتاج الأخبار. أوضحت أن الوكالة تستخدم أدوات مثل فيديو بوت لتفريغ الملفات الصوتية، ترجمة النصوص من الروسية إلى العربية، وإضافة عناوين فرعية للفيديوهات.
وأضافت: "نستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور توضيحية عند غياب صور مناسبة في بنوك الصور". كما عرضت مشروعًا مبتكرًا يتخيل شكل الدول العربية بعد 50 عامًا، وآخر حول إحياء الأمثال الشعبية العربية بصريًا.
وحذرت من تحديات التحيز في المحتوى المولد، مشددة على أن "المحرر البشري لا يمكن الاستغناء عنه لضمان الدقة والمصداقية".
وأجابت على سؤال حول توحيد المصطلحات في القضايا الحساسة، مثل القضية الفلسطينية، قائلة: "نتبع سياسة محايدة مع تدقيق النصوص لتتماشى مع سياسة الوكالة والمصطلحات الرسمية، مثل تسمية الأراضي الفلسطينية المحتلة".
الدكتور أمين حفناوي: استراتيجيات لدمج الذكاء الاصطناعي
قدم الدكتور أمين حفناوي رؤية استراتيجية لدمج الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، مقترحًا ثلاثة نماذج: استخدام خدمات تجارية، تطوير نماذج داخلية، أو نموذج هجين (Hybrid LLM) يجمع بين البيانات المحلية والخدمات التجارية مع ضمان الخصوصية.
وأكد أن "البيانات هي وقود الذكاء الاصطناعي، لكن الإبداع البشري هو المحرك".
دعا إلى تدريب الصحفيين على المهارات التقنية، مشيرًا إلى أن المسؤولية مشتركة بين المؤسسات والأفراد. وحذر من الاعتماد الكلي على الخدمات التجارية الغربية، داعيًا إلى تطوير نماذج عربية تحترم الهوية الثقافية.
نقاش الحضور: تساؤلات حول التحيز والمهارات
أثار النقاش تساؤلات مهمة من الحضور:
- سؤال عن اكتساب المهارات: تساءل أحد الحضور عن مسؤولية تدريب الصحفيين على الذكاء الاصطناعي، فردت كارينة مهنة بأن المؤسسات يجب أن توفر التدريب، لكن التعلم الذاتي ضروري أيضًا. وأكدت أن سبوتنيك تدرب فرقها لتحسين الأداء.
- مخاطر استبدال الصحفيين: ردت كارينة على سؤال حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل محل الصحفيين، مؤكدة أن "الإنسان لا غنى عنه في تدقيق المحتوى وإضفاء اللمسة الإبداعية". وأضاف ديباش أن الذكاء الاصطناعي يعزز الكفاءة ولكنه ليس بديلًا.
- التحديات الثقافية: أثار الحضور قضية التحيز الثقافي، خاصة في اللهجات العربية. أجاب حفناوي بأن الحل يكمن في تدريب النماذج على بيانات محلية لتعكس الثقافة العربية، داعيًا إلى تعاون عربي لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي مستقلة.
- توحيد المصطلحات: تساءل أحد الحضور عن كيفية التعامل مع اختلاف المصطلحات في القضايا السياسية. أوضحت كارينة أن سبوتنيك تلتزم بالمصطلحات الرسمية مع تدقيق بشري لضمان الحيادية.
تحديات وتوصيات
- التحديات الأخلاقية والثقافية: أجمع المتحدثون على ضرورة مواجهة التحيز في المحتوى المولد، خاصة في سياقات حساسة مثل القضية الفلسطينية، مع الحاجة إلى حماية الخصوصية وتطوير بنية تحتية محلية.
- تأثير سوق العمل: شدد المتحدثون على أن الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة الوظائف الصحفية، لكنه سيفتح أبوابًا لأدوار إبداعية جديدة، مع ضرورة إعادة توجيه المهارات.
- التوصيات: دعا المشاركون إلى تعاون عربي لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي محلية، وإدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية، وتكثيف التدريب للصحفيين لمواكبة التطورات التقنية.
- اختتمت الندوة بدعوة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة للابتكار مع الحفاظ على الإبداع البشري. وأكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا، بل فرصة لتعزيز الإعلام العربي إذا تم توظيفه بحكمة.
ومع استمرار فعاليات المهرجان، يبقى السؤال: كيف يمكن للإعلام العربي أن يوازن بين التكنولوجيا والهوية؟