الرؤية المصرية- متابعة:عوض سلام:- تنطلق يوم 13 ديسمبر في تونس الدورة الأكثر طموحاً في تاريخ أيام قرطاج السينمائية، الدورة 36 التي وصفها مديرها محمد طارق بن شعبان بأنها "الأكثر تنوعاً وانفتاحاً مع الحفاظ على الهوية التقدمية العربية-الإفريقية"، بميزانية قدرها 3.8 مليون دينار تونسي (حوالي 1.2 مليون دولار)، وتذاكر رمزية لا تتجاوز 6 دنانير لتشجيع الجمهور الواسع.
تفتتح الدورة بفيلم "فلسطين 36" للمخرجة آن ماري جاسر، العمل الذي يمثل فلسطين رسمياً في سباق الأوسكار 2026، وبطولة النجم العالمي جيريمي آيرونز وهيام عباس، ليضع القضية الفلسطينية في قلب المهرجان منذ اللحظة الأولى، مع عرض خاص للوثائقي "من المسافة الصفر" لرشيد مشهراوي الذي يوثق العدوان على غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
يتنافس 42 فيلماً من 19 دولة عربية وإفريقية في ثلاث مسابقات رسمية، أبرزها 14 فيلماً روائياً طويلاً من بينها ثلاثة تونسية ("سماء بلا أرض"، "صوت هند رجب"، "وين يأخذنا الريح")، وفيلمان مصريان ("كولونيا" لمحمد صيام و"القصص" لأبو بكر شوقي)، إلى جانب "كان يا مكان في غزة" الفلسطيني، و"ملكة القطن" السوداني، و"ظل أبي" النيجيري. أما الوثائقي الطويل فيضم 12 فيلماً، والقصير 16 فيلماً من 10 دول.
ترأس لجان التحكيم أسماء لامعة: الفلسطينية نجوى نجار (الروائي الطويل)، والتونسية رجاء عماري (الوثائقي الطويل)، والعراقي حكمت البيضاني (القصير وقرطاج الواعدة)، بمشاركة ناقدين ومخرجين من فرنسا ورواندا والسنغال ولبنان والجزائر.
تحتفل الدورة بتكريم أربعة عمالقة: الجزائري محمد الأخضر حمينة، والمالي سليمان سيسيه، والبينيني بولان سوما نوفيرا، والمنتج التونسي عبد العزيز بن ملوكة، فيما يعود قسم "قرطاج للمحترفين" بورشات "شبكة" و"تكميل" لدعم المشاريع قيد التطوير والأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، مع نوافذ خاصة على السينما الأرمنية والفلبينية والإسبانية واللاتينية، وقسم "السينما الخضراء" المخصص لقضايا البيئة.
بهذه الدورة، تعيد أيام قرطاج السينمائية تأكيد مكانتها كأهم منصة سينمائية جنوبية في العالم، تجمع بين الذاكرة والمقاومة والابتكار، وأنها ستكون نقطة تحول جديدة في تاريخ السينما العربية-الإفريقية.