وتأتي هذه الدورة استثنائيةً لأنها تُعقد للمرة الأولى خارج مقر الاتحاد في تونس، تكريمًا لدور العراق المحوري في دعم العمل العربي المشترك وجهود شبكة الإعلام العراقي النشيطة.
يحمل المؤتمر أهمية بالغة كونه يتناول قضية التغير المناخي التي تمسّ مختلف جوانب الحياة، من الأمن الغذائي والصحي إلى الاقتصاد والطاقة، في ظل تصاعد التحديات البيئية إقليميًا وعالميًا.
ويؤكد الاتحاد أن الإعلام يجب أن يكون في قلب المعركة المناخية، لا على هامشها، من خلال خطاب إعلامي مبسط، يومي، واستقصائي يرفع وعي المواطن ويساهم في تطوير السياسات البيئية على المستويين الوطني والدولي.
ينقسم برنامج المؤتمر إلى أربعة محاور رئيسية تشمل: مدخلًا علميًا إلى التغير المناخي وأسبابه ومخاطره، واقع الإعلام العربي في تغطية هذه القضية والتحديات التي تواجهه، أهمية الشراكة والتعاون بين الإعلام والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، وأخيرًا التكوين والتدريب الإعلامي المتخصص في المجال البيئي.
كما تسبق المؤتمر ورشتان متخصصتان حول مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" وتوظيف الذكاء الاصطناعي في إعلام المناخ، مما يعكس وعي المنظمين بدور التكنولوجيا في صناعة إعلام استباقي وفعّال.
يشارك في المؤتمر خبراء من دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية مرموقة، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات، شبكة بي بي سي، منظمة الأغذية والزراعة، مكتب اليونسكو، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مما يثري النقاشات برؤى متعددة وزوايا تحليلية أوسع.
يهدف المؤتمر إلى صياغة خارطة طريق عربية لإعلام بيئي مستدام، من خلال توصيات عملية تخرج من جلساته، ويُتوقع أن يُختتم بـ"إعلان بغداد"، وثيقة مرجعية توجه الخطاب الإعلامي المناخي في العالم العربي نحو مزيد من المهنية والفعالية.
ويأتي هذا الحدث امتدادًا لسلسلة مؤتمرات سابقة نظمتها اتحاد إذاعات الدول العربية، والتي تناولت مواضيع الإعلام العمومي، الهيمنة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، مما يؤسس لقاعدة معرفية صلبة لمواجهة تحديات الإعلام في العصر الحديث.
من بغداد، تنطلق رسالة واضحة مفادها أن الإعلام العربي ليس مجرد ناقل للأخبار، بل قوة فاعلة في معركة التغير المناخي، قادرة على صناعة وعي جماعي ودفع السياسات نحو مزيد من الاستدامة والمسؤولية، في ظل تحولات بيئية وتكنولوجية متسارعة.