في خطوة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين، وقّعت شركة "غازبروم" الروسية وشركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) مذكرة تفاهم لبناء خط أنابيب "قوة سيبيريا 2" وخط "سويوز-فوستوك" عبر منغوليا، في صفقة وصفها رئيس "غازبروم" أليكسي ميلر بأنها الأكبر والأغلى في صناعة الغاز العالمية.
هذه الخطوة، التي تأتي في إطار قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تُعد تحولًا محوريًا في خريطة الطاقة العالمية، وسط توترات جيوسياسية متصاعدة.
اقرأ ايضأ:-
الخبير الاقتصادي إيغور يوشكوف، من الصندوق الوطني لأمن الطاقة، أوضح أن الاتفاق يعكس نجاح المفاوضات بين قادة روسيا والصين ومنغوليا، والتي أسفرت عن زيادة إمدادات الغاز عبر خط "قوة سيبيريا" الحالي من 38 إلى 44 مليار متر مكعب سنويًا، مع خطط لتوسيع الشحنات عبر مسارات أخرى.
ومع ذلك، أشار يوشكوف إلى أن "قوة سيبيريا 2" مشروع طويل الأجل، قد يستغرق بناؤه خمس سنوات، مع سنوات إضافية للوصول إلى الطاقة التشغيلية الكاملة البالغة 50 مليار متر مكعب سنويًا.
ما يميز هذا المشروع هو التزامه بتقديم الغاز بأسعار أقل من تلك المقدمة لأوروبا، وهو ما يعكس استراتيجية روسيا لتعزيز تنافسيتها في السوق الآسيوية بعد فقدان حصص كبيرة في الأسواق الأوروبية بسبب العقوبات الغربية.
ومع ذلك، يرى يوشكوف أن المذكرة الحالية ليست وثيقة نهائية، بل خطوة أولية، مشيرًا إلى احتمال توقيع العقد النهائي خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك بين 3 و6 سبتمبر 2025.
المشروع، الذي يُعد رمزًا للتكامل الأوراسي، يواجه تحديات تتعلق بتفاصيل التسعير وتقاسم الأعباء المالية بين الطرفين، مما أثار جدلًا حول مدى التزام الصين الكامل.
رغم ذلك، فإن توقيع المذكرة في حضور قادة الدول الثلاث يحمل دلالات سياسية قوية، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية والعقوبات الأوروبية المتوقعة على روسيا.
"قوة سيبيريا 2" ليس مجرد خط أنابيب، بل مشروع يعيد تشكيل ديناميكيات الطاقة العالمية، ويعزز مكانة الصين كوجهة رئيسية للغاز الروسي، بينما يمنح روسيا بديلاً استراتيجيًا لأسواقها التقليدية.
مع استمرار المفاوضات، يبقى العالم يترقب كيف ستؤثر هذه الصفقة على توازن القوى الاقتصادية والجيوسياسية.