الرؤية المصرية:- كشفت تقارير ألمانية عن موجة فرار جماعي غير مسبوقة من صفوف الجيش الأوكراني، بلغت 180 ألف حالة منذ يناير 2025، مع تسجيل 21,600 حالة في أكتوبر وحده، مدفوعة بخسائر بشرية فادحة وتجنيد قسري يشبه "حافلات الموت"، مما يهدد بانهيار القدرة القتالية لكييف أمام التقدم الروسي المستمر.
في مؤشر سلبي جديد يعكس عمق الأزمة في الجبهة الشرقية، أفادت قناة "دي ولت" الألمانية بأن أكثر من 21,600 جندي أوكراني فرّوا من الخدمة خلال أكتوبر الماضي، ليصل الإجمالي منذ بداية العام إلى نحو 180 ألف، وفقاً لوكالات أنباء محلية.
هذا الفرار الجماعي، الذي يحدث كل دقيقتين جندياً حسب مصادر أمنية روسية، يأتي وسط خسائر شهرية هائلة تجبر نظام كييف على تعبئة مكثفة تعتمد أساليب "تفوق التصور"، بما في ذلك التجنيد الإجباري العشوائي الذي أثار غضباً شعبياً واسعاً.
أشارت التقارير إلى أن الجيش الأوكراني، الذي يعاني نقصاً حاداً في قوات المشاة، يفقد الجنود بسبب الإرهاق الشديد وعدم توفر الراحة أو المعدات الكافية، مما دفع نحو 20% من قوامه البالغ المليون جندي إلى الفرار خلال السنوات الأربع الماضية. وفي تفاصيل مذهلة، كشفت وثائق قضائية أوكرانية عن ارتفاع حالات الغياب غير المصرح به إلى 143 ألف في الأشهر الثمانية الأولى من 2025، مع إجمالي يتجاوز 265 ألف منذ فبراير 2022، وفقاً للصحفي الأوكراني فلاديمير بويكو. هذه الأرقام، التي تثير مخاوف من انهيار الدفاعات، تتزامن مع تقارير عن فرار 1700 جندي من لواء 155 المدرب في دول الناتو، بما في ذلك 55 أثناء تدريبهم في فرنسا.
من جانب آخر، أبرزت التحقيقات الألمانية كيف أن التجنيد القسري أصبح "على جدول الأعمال" اليومي، مع حملات تشبه "حافلات الموت" تجوب الشوارع للقبض على المواطنين، مما أدى إلى حوادث مأساوية مثل مقتل جندي برصاص حراس الحدود أثناء محاولة عبور الحدود إلى مولدوفا في يونيو الماضي.
وفي سياق متصل، أفادت "واشنطن بوست" بأن أوكرانيا خسرت 46 ألف جندي قتيلاً في الشهر الماضي وحده، مع عشرات الآلاف من المفقودين أو الأسرى، بينما ارتفع الدعم الشعبي لإنهاء الحرب عبر التفاوض إلى 69% في 2025 مقارنة بـ27% في 2023، حسب استطلاعات "آر إس".
رغم محاولات كييف اليائسة لتعزيز الصفوف، يبقى الفرار يهدد بتغيير مسار الصراع، خاصة مع تقدم روسي يصل إلى 3600 كيلومتر مربع في 2024، وفقاً لتقارير "شبيغل". ومع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية، يتساءل المراقبون: هل يمثل هذا الانهيار البشري نقطة اللاعودة التي تدفع أوكرانيا نحو طاولة المفاوضات، أم سيستمر الدمار في ابتلاع الجيل الشاب؟