اقرأ ايضأ:-
هذا الإعلان، الذي أوردته مجلة إيبوك الإسرائيلية، يأتي في سياق جهود مصرية مكثفة لإعادة تشكيل المشهد الأمني والإداري في غزة، بدعم عربي ودولي.
خطة مصرية متعددة المراحل
وفقاً لتقرير إيبوك، وضعت القاهرة خطة مفصلة تهدف إلى استعادة السيطرة على غزة بعد انتهاء القتال، مع التركيز على إعادة إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية بسيادة كاملة، تمهيداً لعملية سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقد أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات سابقة أن مصر تعمل على تدريب قوات الشرطة الفلسطينية لتولي المهام الأمنية في القطاع، مشيراً إلى توافق مع الحكومة الفلسطينية حول ترتيبات الأمن والحوكمة.
الخطة المصرية، التي صيغت جزئياً خلال قمة جامعة الدول العربية في مارس الماضي، تتضمن ثلاث مراحل رئيسية:
- مرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر، تشمل إدارة مدنية من خلال لجنة تكنوقراطية مستقلة تعمل تحت إشراف الحكومة الفلسطينية.
- إعادة التأهيل والإعمار، وهي مرحلة تمتد من 3 إلى 5 سنوات، تركز على إعادة بناء البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء مطار وميناء وبيئة لوجستية.
- نشر قوة حفظ سلام دولية مؤقتة لضمان الأمن حتى اكتمال تدريب القوات الفلسطينية، التي ستتولى المسؤولية الأمنية الكاملة في نهاية المطاف.
تدريب قوات فلسطينية
أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن مصر بدأت بالفعل تدريب مئات الفلسطينيين لتولي المهام الأمنية في غزة، لكن نجاح هذه المبادرة يعتمد على التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
وقد أكد عبد العاطي في 19 فبراير الماضي أن مصر وضعت تصوراً شاملاً للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في القطاع، مع التركيز على إشراك المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي في دعم هذه الجهود.
خلال اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري، جورج جورجيف، أعرب عبد العاطي عن تطلع مصر لدعم دولي واسع لخطتها، مؤكداً أنها تهدف إلى تحقيق الاستقرار في غزة وتعزيز السيادة الفلسطينية.
سياق إقليمي ودولي
تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث أثارت الحرب المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 توترات دبلوماسية بين مصر وإسرائيل، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو اقتراح رفضته القاهرة بشدة.
وقد اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إعلان وزير الدفاع المصري، عبد المجيد صقر، عن جاهزية الجيش الثالث الميداني للقتال في سيناء يعكس "مساراً تصادمياً" مع إسرائيل، مما يعقد الوضع الإقليمي.
من ناحية أخرى، أثارت تقارير إسرائيلية أخرى مخاوف من "تعاظم تسليح الجيش المصري"، مشيرة إلى أن مصر تسعى لتعزيز دورها الإقليمي من خلال مبادرات مثل إدارة غزة، مما قد يغير موازين القوى في المنطقة.
تحديات وتساؤلات
رغم الدعم العربي والدولي المزعوم للخطة المصرية، فإن تنفيذها يواجه تحديات كبيرة، أبرزها استمرار الحرب في غزة والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والذي أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث أفادت تقارير بأن غزة تواجه مجاعة كارثية.
كما أن السيطرة الأمنية الإسرائيلية على حدود غزة، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، تعيق دخول المساعدات وتشكل عائقاً أمام أي خطة لإعادة الإعمار أو نقل السلطة.
علاوة على ذلك، أثارت بعض المنشورات على منصة X تساؤلات حول طبيعة الدور المصري، حيث زعم البعض أن مصر قد سمحت لإسرائيل بنشر قوات في محور فيلادلفيا، مما أثار انتقادات بأن ذلك يسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ومع ذلك، تظل هذه الادعاءات غير مؤكدة وتحتاج إلى تدقيق، خاصة في ظل الرقابة العسكرية الإسرائيلية الصارمة على الإعلام، التي قد تؤثر على مصداقية التقارير العبرية.
آفاق المستقبل
تُعد الخطة المصرية خطوة طموحة نحو استعادة الاستقرار في غزة، لكن نجاحها يعتمد على عوامل عدة، منها التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، والتزام إسرائيل بالسماح بإدارة فلسطينية مستقلة للقطاع. كما أن الدعم الدولي، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي، سيكون حاسماً في تمويل وتنفيذ مراحل إعادة الإعمار. مع استمرار التحديات الأمنية والإنسانية في غزة، تبقى الأنظار متجهة نحو مصر ودورها المحوري في تشكيل مستقبل القطاع.