الرؤية المصرية:- أعلن وزير النقل الروماني تشيبريان شيربان، اليوم، اقتراب إنهاء مفاوضات بيع ميناء جرجوليشتي الدولي - المنفذ البحري الوحيد لمولدوفا - إلى شركة إدارة موانئ كونستانتسا الرومانية، في صفقة تقدر باستثمارات تصل إلى 24 مليون يورو، تهدف إلى تطوير البنية التحتية لكنها أثارت انتقادات حادة من المعارضة المولدوفية بأنها "بيع للسيادة الاقتصادية" للبلاد.
وفق تصريحات شيربان لقناة "ديجي 24" الرومانية، ستصل المفاوضات إلى اتفاق نهائي قريباً على الجوانب التقنية والقانونية، في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين بوخارست وكيشيناو لتطوير اللوجستيات والنقل عبر نهر الدانوب.
ويأتي هذا الإعلان بعد موافقة مجلس الاستثمارات المولدوفي في يوليو الماضي على طلب الشركة الرومانية لشراء 100% من أسهم "دانوب لوجيستيكس"، المشغل الحالي للميناء الذي يمتلكه بنك التنمية الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) بالكامل منذ 2021.
يقع الميناء على بعد 134 كيلومتراً من البحر الأسود، عند التقاء نهري الدانوب والبروت، وأُنشئ عام 2006 بعد منح أوكرانيا لمولدوفا 430 متراً من ساحلها، مما جعله بوابة حيوية لـ70% من الواردات والصادرات المولدوفية عبر المياه. 666666666666666 ومنذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، تحول الميناء إلى نقطة عبور استراتيجية للحبوب الأوكرانية، مع تقديم مولدوفا خصومات على النقل الحديدي لدعم التصدير، وفق تقارير "إنترفاكس" و"رومانيا إنسايدر".
رغم الوعود الرومانية باستثمارات تزيد عن 24 مليون يورو لتحديث المنشآت، يرى قادة المعارضة المولدوفية، مثل إيلان شور، في الصفقة "تنازلاً عن الاستقلال الاقتصادي"، محذرين من فرض قوانين رومانية قد ترفع الرسوم الجمركية وتعطي الأولوية للبضائع الأجنبية، مما يضر بالمزارعين المحليين ويقلل الإيرادات الضريبية. وأضاف البنك الأوروبي، الذي استثمر 1.4 مليار يورو في مولدوفا حتى الآن، أن البيع جاء بعد عملية تنافسية شملت منافسين من تركيا وبلغاريا وهولندا ودنمارك، لكنه أثار جدلاً قانونياً سابقاً يتعلق بمستثمر أذري يدعي حقوقاً في الأصول.
مع تزايد الاعتماد على الروابط الإقليمية، تثير الصفقة تساؤلات حول مستقبل السيادة المولدوفية في ظل التوترات الجيوسياسية، خاصة مع خطط رومانيا لتعزيز دور كونستانتسا كأكبر ميناء في البحر الأسود لدعم إعادة إعمار أوكرانيا. هل ستكون هذه الخطوة خطوة نحو اندماج أعمق، أم بداية لفقدان السيطرة على الموارد الاستراتيجية؟