الرؤية المصرية:- يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توقيع اتفاقيات تطبيع تاريخية مع المملكة العربية السعودية وإندونيسيا قبل الانتخابات العامة المبكرة في يونيو 2026، في خطوة يُنظر إليها كرهان سياسي لتعزيز شعبيته داخل إسرائيل.
وفق تقارير إسرائيلية، يسعى نتنياهو إلى تحويل هذه الاتفاقيات إلى زخم انتخابي، رغم التحديات الإقليمية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، مما قد يعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.
كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان"، في تقرير نشر السبت، أن نتنياهو حدد يونيو 2026 كموعد محتمل للانتخابات التشريعية للكنيست، متجاوزًا التاريخ الرسمي في 3 نوفمبر من العام نفسه.
اقرأ ايضأ:-
ويأتي هذا الطموح الدبلوماسي في سياق محادثات متسارعة، حيث يُعتبر الاتفاق مع السعودية "معقول الفرص"، بينما يُصنف التقارب مع إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم، كـ"منخفض الاحتمالية".
ومع ذلك، يُشير التقرير إلى أن نتنياهو مستعد للإكتفاء باتفاق واحد لتحقيق دفعة إيجابية قبل الاقتراع.
منذ اتفاقيات أبراهام في 2020، التي عززت الروابط بين إسرائيل ودول خليجية مثل الإمارات والبحرين، أصبحت السعودية هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا.
وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2023، وصف نتنياهو السلام مع الرياض بأنه "اختراق درامي" يمكن أن ينهي الصراع العربي-الإسرائيلي ويفتح أبواب التطبيع مع دول أخرى، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس جو بايدن آنذاك، قد تلعب دورًا حاسمًا. وفي أكتوبر 2024، أكد نتنياهو أمام الكنيست أن إنهاء الحروب مع حماس وحزب الله سيمهد الطريق لاتفاقيات جديدة مع دول عربية، بما في ذلك السعودية.
أما إندونيسيا، فإن التطبيع معها يواجه عقبات كبيرة بسبب موقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، حيث لا تحتل علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل. ومع ذلك، أشارت تقارير حديثة، مثل تلك المنشورة في أغسطس 2025، إلى أن جنرال إسرائيلي يرى في إنهاء الصراع في غزة بحلول 2025 فرصة لتوسيع السلام إلى جاكرتا وعُمان ولبنان.
ويُعتبر هذا التقارب محتملاً في سياق رؤية أوسع لـ"الشرق الأوسط الجديد"، التي يروج لها نتنياهو، تربط الهند بأوروبا عبر السعودية وإسرائيل.
بالنسبة لمصر، التي وقعت اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في 1979 وتلعب دور الوسيط الرئيسي في النزاعات الإقليمية، يمثل هذا التطور فرصة وتحديًا.
فنجاح التطبيع السعودي قد يعزز الاستقرار الإقليمي ويفتح آفاقًا اقتصادية مشتركة، لكنه يثير تساؤلات حول دور القضية الفلسطينية في أي صفقة مستقبلية، خاصة مع شروط الرياض المرتبطة بحل الدولتين. كما أن أي تقارب مع إندونيسيا قد يغير ديناميكيات الرأي العام الإسلامي، مما يؤثر على جهود القاهرة في تعزيز السلام الشامل.
مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، هل ينجح نتنياهو في تحويل الدبلوماسية إلى انتصار انتخابي، أم ستعرقل التوترات الإقليمية المستمرة خططه؟ يبقى الشرق الأوسط يترقب خطواته التالية.