الرؤية المصرية/ تونس/ نابل/ الحمامات/ كتب: عوض سلام
في عالم غالبًا ما يغفل عن حقوق ذوي الإعاقة، تبرز تظاهرة "المهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوات وذوي الإعاقة التي تنظمها جمعية "إبصار"، كمنارة أمل لذوات وذوي الإعاقة في تونس وفي العالم العربي. أيام 15، 16 و17 مايو 2025، تجتمع الأصوات لتناقش قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، مطالبة بحقوقهم في العيش الكريم والمشاركة الفاعلة في المجتمع.
المنظمون، بجهودهم الدؤوبة، يمثلون النبض الحي لهذا الحدث، مقدمين منصة للنقاش والتغيير.
هذه التظاهرة ليست مجرد فعالية، بل صرخة حق تطالب بالعدالة والمساواة.
أبطال العدالة
المنظمون في جمعية "إبصار" هم الأبطال الحقيقيون وراء هذه التظاهرة.
لقد عملوا بلا كلل لتنظيم جلسات نقاش تضم شخصيات بارزة مثل النائب فرانسيسكو تابوادا، وكريستينا ماريا غيريرو أفونسو، ولويس جيسوس توماس بيريز بايار، وغيرهم.
وخلال الندوة العلمية يجتمع الخبراء والمعنيون لمناقشة قضايا حيوية مثل الدمج الاجتماعي والتعليمي للمعاقين بصريًا.
إنهم ليسوا مجرد منظمين، بل هم صانعو التغيير الذين سيحولون الأمل إلى خطوات عملية نحو مجتمع أكثر شمولية.
صوت من أجل التغيير
المهرجان صوت قوي لذوات وذوي الإعاقة حيث سيتيح المجال لمناقشة حقوقهم في التعليم، العمل، والمشاركة الاجتماعية.
من خلال جلساتها التي ستتناول مواضيع مثل "الأشخاص ذوو الإعاقة: المشاركة والتمكين والدمج" و"المعاقون بصريًا ومستقبل التعليم"، ستثبت التظاهرة أن ذوات وذوي الإعاقة ليسوا مجرد أفراد بحاجة إلى الدعم، بل هم شركاء فاعلون قادرون على المساهمة في بناء المجتمع.
هذه التظاهرة ستقدم دفعة قوية للدفاع عن حقوقهم، مؤكدة أن المساواة ليست رفاهية، بل ضرورة.
إبداع بلا حدود
برنامج المهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوي الإعاقة، الذي انطلق في 15 مايو 2025 ويستمر حتى 18 مايو في تونس والحمامات تحت شعار "الفن بلا حدود، الإنسان بلا حواجز"، يجسد روح الإبداع والتحدي.
اليوم الأول: استقبال الوفود من دول مثل البرتغال، بولونيا، إسبانيا، سويسرا، فرنسا، ليبيا، المغرب، سلطنة عمان، العراق، الجزائر، موريتانيا، وتونس، تلاه حفل افتتاح مبهر في 15 مايو بمدينة الثقافة تضمن عروضًا موسيقية ملهمة من فنانين مثل ماريا دولوريس غاليغو من إسبانيا ومحمد عزيز السريوي من تونس.
16 مايو، يشارك المبدعون في رحلة بحرية ترفيهية، تتبعها عروض بدار الثقافة ابن رشيق تشمل فرقة دار البيضاء للمكفوفين من المغرب وتكريم الشاعر التونسي الزهر النفطي.
17،مايو، ندوة دولية حول اتفاقية مراكش لدعم المعاقين بصريًا، ليختتم المهرجان في 18 مايو بحفل يوزع فيه شهادات المشاركة، معلنًا أن الإبداع لا يعرف إعاقة.
ضمان استدامة التغيير
دعم الدولة لمثل هذه التظاهرات ليس مجرد مسؤولية، بل استثمار في بناء مجتمع عادل وشامل.
عندما تتبنى الدولة مبادرات مثل تظاهرة "المهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوات وذوي الإعاقة، فإنها تؤكد التزامها بحقوق المعاقين، وتضمن استدامة الجهود نحو الدمج والمساواة.
الدعم الحكومي يمكن أن يوفر الموارد اللازمة، ويسهم في سن القوانين التي تحمي هذه الفئة، ويعزز من وعي المجتمع بأهمية مشاركتهم. إن وجود الدولة كشريك في هذا النضال سيجعل من التظاهرة ليس فقط صوتًا مؤقتًا، بل قوة دائمة للتغيير.
درس من العالم
إذا نظرنا إلى تجارب دولية، نجد أن تظاهرات مثل "اليوم العالمي للمعاقين" في أوروبا، التي نظمتها منظمة "اليونسكو" مؤخرًا، حققت نجاحًا باهرًا بفضل الدعم الحكومي والشراكات الدولية، حيث أدت إلى تشريعات جديدة تحمي حقوق المعاقين.
في تونس، تظاهرة "المهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوات وذوي الإعاقة تحمل نفس الروح النبيلة، وإذا حظيت بدعم دولي ومحلي مماثل، يمكن أن تكون نقطة تحول تلهم العالم.
فلنستلهم من هذه التجارب، ونرفع صوتنا معًا لنبني جسرًا من الأمل يصل بين القارات! نحو مستقبل مشرق.
جمعية "أبصار" والمنظمين تعمل على إضاءة دروب المعاقين نحو العدالة والمساواة، بتظاهرة ليست مجرد حدث، بل خطوة تاريخية نحو مجتمع يحتضن الجميع.
دعم هذه المبادرة فرض عين، لضمان أن يعيش كل فرد بكرامة وحرية.
"أبصار" ليست مجرد اسم، بل رؤية لمستقبل أكثر إنسانية!