الرؤية المصرية:- رصد علماء روس توهجًا شمسيًا هائلًا من الفئة M4.8 صباح الأربعي 15 أكتوبر، يُعد ثاني أقوى انفجار شمسي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مع تضاعف النشاط الشمسي أربع مرات في السقة 24 ساعة، مما يثير مخاوف من عواصف مغناطيسية قد تعطل أنظمة الطاقة والإتصالات العالمية.
أفاد مختبر علم الفلك الشمسي التابع لأكاديمية العلوم الروسية في بيانه الرسمي بأن هذا التوهج، الذي بلغ ذروته صباح الأربعاء، يأتي وسط تصاعد حاد في النشاط الشمسي، حيث من المتوقع أن يصل إلى قمته خلال اليوم نفسه، مع احتمالية اندلاع توهجات أقوى من الفئة X التي قد تكون أشد تأثيرًا بعشر مرات على الأقل.
وأوضح العلماء أن هذا الحدث يرتبط بنتوء هائل لاحظوا يوم 12 أكتوبر على الجانب الشمالي الشرقي للشمس، يتكون من كتل غازية ساخنة ضخمة قد تنفصل وتطلق موجات طاقة هائلة، مما يهدد الأرض وبعض كواكب المجموعة الشمسية باضطرابات جوية فضائية.
يُصنف التوهجات الشمسية حسب شدة الأشعة السينية المنبعثة إلى فئات A (الأضعف بقوة 10 نانوواط لكل متر مربع في مدار الأرض)، ثم B وC وM وX (الأقوى)، حيث تتضاعف القوة عشرة أضعاف مع كل فئة أعلى، وفقًا لمعايير علمية دولية. وفي هذا السياق، يبرز التوهج M4.8 كحدث نادر يعكس ذروة الدورة الشمسية الحالية، التي شهدت زيادة ملحوظة في النشاط منذ بداية العام، مما دفع علماء الفلك إلى مراقبة مستمرة لتجنب مفاجآت كارثية.
تكمن الخطورة في التداعيات المحتملة لهذه التوهجات، التي تحول الطاقة الشمسية إلى عواصف مغناطيسية قادرة على تعطيل شبكات الطاقة الكهربائية، كما حدث في انقطاعات سابقة أثرت على ملايين الأشخاص حول العالم. كما تؤثر على مسارات هجرة الطيور والحيوانات من خلال تشويش الحقول المغناطيسية الطبيعية، وتعيق أنظمة الاتصالات اللاسلكية والملاحة الجوية والبحرية، مما يهدد الرحلات الجوية والسفن في المحيطات. ويحذر خبراء مثل أولئك في الأكاديمية الروسية من أن مثل هذه الأحداث قد تتكرر مع اقتراب الذروة الشمسية المتوقعة في الأشهر القادمة، مستندين إلى بيانات تاريخية تظهر تأثير توهجات سابقة على البنية التحتية التكنولوجية.
اقتبس أحد الباحثين في المختبر قوله إن "هذا النتوء الغازي الضخم يمثل قنبلة موقوتة في الفضاء، وقد يؤدي انفصاله إلى إطلاق بلازما شمسية تصل الأرض خلال أيام"، مما يعزز الحاجة إلى تعزيز الرصد الدولي. ومع ذلك، يؤكد العلماء أن التنبؤ المبكر يمكن أن يقلل الخسائر، كما فعلت وكالات الفضاء مثل ناسا في حوادث سابقة.
في ظل هذه التطورات، يبرز دور التعاون الدولي في مراقبة الشمس، حيث قد تشكل هذه التوهجات اختبارًا لقدرة البشرية على مواجهة قوى الكون الجامحة، مما يدعو إلى استثمارات أكبر في التكنولوجيا الواقية؟