اقرأ ايضأ:-
جاء هذا الانخفاض مدفوعًا بتهدئة المخاوف من اضطراب إمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط، التي تُعد من أكبر منتجي النفط عالميًا.
تراجع حاد في الأسعار
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4.04% لتصل إلى 68.59 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 4.10% ليصل إلى 65.70 دولارًا للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق انخفاضًا بنسبة 6%، وهو أدنى مستوى له منذ 9 يونيو 2025.
يعكس هذا الهبوط استجابة الأسواق لتقلص المخاوف من تعطل الإمدادات، خاصة بعد أن تبين أن التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل لم يؤثر على البنية التحتية للنفط.
سياق التهدئة
بدأ التصعيد الأخير بضربات أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، أُطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، مما أثار مخاوف من رد إيراني قد يشمل إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية.
ومع ذلك، اقتصر رد إيران على إطلاق صواريخ على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، حيث نجحت الدفاعات الجوية القطرية في اعتراض جميع الصواريخ باستثناء واحد سقط في منطقة خالية دون إصابات.
أعلن الرئيس ترامب لاحقًا أن الضربات كانت محدودة، وأن إيران وإسرائيل توصلتا إلى هدنة بوساطة أمريكية وقطرية، مما خفف من حدة التوترات.
وأشار تحليل لوكالة "بلومبرغ" إلى أن أسوأ تأثيرات التوتر الإسرائيلي-الإيراني على أسعار النفط قد انتهت، مما يزيل عقبة محتملة أمام خطط الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة.
تأثير الهدنة على الأسواق
أسهم إعلان وقف إطلاق النار في تهدئة الأسواق النفطية، حيث كانت الأسعار قد شهدت ارتفاعات حادة في الأسابيع السابقة بسبب مخاوف من اتساع الصراع. يوم الإثنين 23 يونيو، انخفضت الأسعار بنسبة تزيد عن 7% عند التسوية، بعد أن أظهر الرد الإيراني ضبطًا للنفس مقارنة بسيناريوهات متشائمة مثل استهداف ناقلات النفط أو إغلاق مضيق هرمز.
وفقًا لتحليلات السوق، فإن استمرار الهدنة قد يؤدي إلى استقرار الأسعار على المدى القصير، مع توقعات بأن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر 2025، وهو ما قد يدعم الطلب على النفط في الاقتصاد الأمريكي، أكبر مستهلك للوقود عالميًا.
التوقعات المستقبلية
رغم التراجع الحالي، يظل المستثمرون حذرين في تقييم المخاطر الجيوسياسية.
تشير توقعات بنك "إتش إس بي سي" إلى أن أسعار خام برنت قد تستقر دون 80 دولارًا للبرميل إذا تلاشت مخاطر إغلاق مضيق هرمز، بينما حذر بنك "جي بي مورجان" من احتمال ارتفاع الأسعار إلى 120-130 دولارًا في حالة تصعيد كبير. في الوقت الحالي، يدعم قرار إيران عدم تعطيل حركة النفط عبر المضيق استقرار السوق، لكن أي خرق للهدنة قد يعيد التوترات إلى الواجهة.
كما يترقب السوق قرارات تحالف "أوبك+" بشأن مستويات الإنتاج، حيث قد يدفع الانخفاض الحالي في الأسعار بعض الدول الأعضاء إلى النظر في تخفيضات إضافية لدعم الأسعار.
يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة إيجابية نحو استقرار أسواق النفط العالمية، التي كانت تعاني من تقلبات حادة بسبب التوترات الإقليمية.
مع تراجع أسعار خام برنت وغرب تكساس الوسيط، تتجه الأنظار الآن إلى استمرارية الهدنة وتأثيرها على سياسات البنوك المركزية والطلب العالمي على النفط.
وفي ظل التنسيق الدبلوماسي المكثف بين الدول الإقليمية والدولية، تبقى الآمال معلقة على الحوار كسبيل لتجنب أزمات جديدة في سوق الطاقة.