الرؤية المصرية:- علقت دمية تشبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رافعة في مدينة طرابزون شمال شرق تركيا، خلال احتجاج دراماتيكي يطالب بعقوبة الإعدام رمزياً له، في خطوة تعكس الغليان الشعبي تجاه حرب غزة.
الفعل، الذي تبناه أستاذ جامعي مناهض لإسرائيل، أثار جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام التركية، وسط مناخ من العداء المتفاقم تجاه تل أبيب.
اقرأ ايضأ:-
الحدث وقع يوم الجمعة في قلب طرابزون، حيث أقدم كمال سغلام، أستاذ الاتصال المرئي بجامعة أرتفين كوروه، على تعليق الدمية المصحوبة بلافتة بالتركية تقول "عقوبة الإعدام لنتنياهو".
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية مثل "الأناضول"، أوضح سغلام أن الفعل "نداء رمزي للانتباه إلى جرائم الحرب في غزة"، مشدداً على أن "حق الأطفال والنساء والأبرياء في الحياة يُنتهك ممنهجاً هناك". وأضاف: "يجب أن يصدر الحكم الحقيقي من المحاكم الدولية، لا من الشوارع".
يأتي هذا الاحتجاج في سياق تصاعد التوترات بين تركيا وإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث غذى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغضب الشعبي بتصريحاته الحادة. فقد شبه إسرائيل بالنازيين ونتنياهو بهتلر مراراً، معتبراً العمليات في غزة "إبادة جماعية"، كما أكد في خطاباته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا المناخ جعل تركيا مركزاً للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في المنطقة، مع مظاهرات أسبوعية في إسطنبول وأنقرة تجمع عشرات الآلاف مطالبين بوقف إطلاق النار.
الفعل الرمزي لم يقتصر على طرابزون؛ إذ يعكس موجة أوسع من التعبير الشعبي عن الغضب من الذي يُقدر بأكثر من 40 ألف قتيل في غزة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، يبرز كيف أصبحت تركيا صوتاً بارزاً في دعم القضية الفلسطينية، حيث أعلنت أنقرة عن قطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل ودعمها لقرارات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرات اعتقال بحق نتنياهو بتهم جرائم حرب. ومع ذلك، أثار الاحتجاج تساؤلات حول حدود التعبير السياسي، حيث حذرت جهات تركية من أن مثل هذه الأعمال قد تُفسر كدعوة للعنف، رغم تأكيد منظميها على طابعها السلمي.
يظل هذا "الإعدام الرمزي" شاهداً على عمق الجرح الإقليمي، ودعوة للمجتمع الدولي للتدخل قبل أن يتحول الغضب الشعبي إلى شيء أكبر: هل تكون تركيا الشرارة التي تضيء طريق العدالة في غزة، أم مجرد صرخة في وادٍ يتردد صداها؟