السويداء: "الحرس الوطني" يثير الجدل والبلعوس يحذر من "خراب ودمار"

الرؤية المصرية:-في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات في محافظة السويداء السورية، أثار إعلان الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، عن تشكيل "الحرس الوطني" ردود فعل متباينة، حيث هاجمه القيادي ليث البلعوس، معتبراً أن هذه الخطوة تحمل "المزيد من الخراب والدمار".

السويداء: "الحرس الوطني" يثير الجدل والبلعوس يحذر من "خراب ودمار"

اقرأ ايضأ:-

يأتي هذا الإعلان في ظل أوضاع أمنية متدهورة، مما يثير تساؤلات حول تأثيراته على استقرار المنطقة وعلاقاتها الإقليمية.

أعلن 30 فصيلاً مسلحاً في السويداء، بحضور الهجري، اندماجهم تحت مظلة "الحرس الوطني"، بهدف الإشراف على الأمن في المحافظة. وأكدت الفصائل التزامها الكامل بقرارات الهجري، معتبرة إياه الممثل الشرعي للطائفة الدرزية.

 لكن هذا الإعلان لم يمر دون انتقادات حادة من البلعوس، القيادي في حركة رجال الكرامة، الذي رفض الانضمام لهذا التشكيل.

في منشور على "فيسبوك"، عبر البلعوس عن خيبة أمله من الهجري، مشيراً إلى أن الأخير كان منتظراً منه أن يقدم "موقفاً جامعاً يقود الناس نحو بر الأمان". واتهم الهجري بالظهور محاطاً بقادة فصائل، بعضهم "عُرف بالخطف والسرقة والنهب وابتزاز النساء"، معتبراً أن تسمية "الحرس الوطني" مستنسخة من "الحرس الثوري" الإيراني، وتحمل رسائل تدميرية بدلاً من الحكمة والمسؤولية.

وأشاد البلعوس بموقف حركة رجال الكرامة التي رفضت الانضمام إلى هذا التشكيل، معتبراً أن ذلك يحمل "دلالات خير" لمستقبل المحافظة.

 ويأتي هذا الانقسام في وقت تشهد فيه السويداء توترات أمنية متصاعدة، حيث تسعى الفصائل المحلية إلى فرض سيطرتها على الأرض وسط غياب سلطة مركزية قوية في سوريا.

تثير هذه التطورات مخاوف من تفاقم الانقسامات داخل المجتمع الدرزي، الذي يشكل العمود الفقري للسويداء، مما قد يؤدي إلى مواجهات مسلحة جديدة.

كما ينظر إلى هذا التشكيل بعين الريبة من قبل بعض الأطراف الإقليمية، التي ترى فيه محاولة لتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة مع التشابه في التسمية مع "الحرس الثوري". 

من منظور مصري، فإن أي تصعيد في السويداء قد يؤثر على استقرار المنطقة المحيطة، خاصة مع قربها من الحدود الأردنية، التي تعد ممراً حيوياً للتجارة والأمن الإقليمي. وتظل مصر، كدولة داعمة لاستقرار سوريا، تراقب هذه التطورات بحذر، خشية أن تؤدي إلى تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، مما قد ينعكس على مصالحها القومية. 

تبقى السويداء على مفترق طرق، بين محاولات فرض النظام عبر تشكيلات مسلحة جديدة، وتحذيرات من انزلاق الوضع نحو الفوضى. ومع استمرار الانقسامات، يبقى السؤال: هل ستتمكن القيادات المحلية من توحيد الصفوف، أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع؟