تحدث مليك، الذي أدار اللقاء الناقد كمال بن وناس، عن بدايات والده في تونس من خلال تصوير فيلم "ياسمينا" عام 1961 وثلاثية أفلام قصيرة للتلفزة التونسية، مشيراً إلى دور المهرجان في مسيرته، خاصة مشاركة فيلم "Automne, octobre à Alger" بدورة 1992 التي منحته موزعاً عربياً وحيداً في تونس.
وتأثر الحضور عندما روى تصادف وفاة والده في 23 مايو 2025 مع العرض الدولي الأول للنسخة المرممة من "وقائع سنين الجمر" في مهرجان كان، بعد 50 عاماً من فوزه بالسعفة الذهبية عام 1975.
وصف مليك مشهد بكاء الطفل في الفيلم – الذي جسده هو نفسه – بأنه "مشهد ماتريكس" يعكس التلاحم بين الفن والواقع، مؤكداً عالمية العمل لقدرته على لمس وجدان شعوب البلدان المستعمَرة سابقاً ومشاركتها قصص النضال المشتركة.
وشدد على ضرورة ترميم الأفلام لإعادة اكتشافها، معبراً عن أسفه لأن السعفة الذهبية غطت أحياناً على قيمة الفيلم نفسه، خاصة في عالم يعج بالحروب والعنف الذي يعيد فتح جروح قديمة.
انتقل الحديث إلى توريث الفن داخل العائلة، حيث بدأ مليك ممثلاً في أعمال والده ثم في "زاد" لكوستا غافراس، قبل أن يتجه إلى الكتابة والإخراج والإنتاج، مشاركاً في سيناريو "غروب الظلال" عام 2014. وصف والده بأنه صارم ومتطلب في التصوير، لكنه يحترم فريقه، مما ساهم في بناء مسيرة تقنيين بارزين.
أعلن مليك عن مشاريع قادمة، منها فيلم وثائقي عن والده يعتمد على كواليس فيلمه الأخير، وتطوير فيلم كوميدي موسيقي مستوحى من رواية "عرس الطاهر وطار، معبراً عن فخره باختيار أربعة أفلام لوالده في المسابقة الرسمية لكان وترشيح أحدها للأوسكار.
وفي السياق نفسه، أعلنت الدورة عن جوائز موازية، حيث توج "الأسود على نهر دجلة" لزردشت أحمد بجائزة لينا بن مهني لحقوق الإنسان، وحصد "وين يأخذنا الريح" لآمال القلاتي جائزة حرية التعبير مع تنويه خاص لـ"العصافير لا تهاجر" لرامي الجربوعي.
كما شهد اليوم عروضاً خاصة لـ"الروندة 13" و"المستعمرة"، وأمسية موسيقية لنسرين جابر في شارع الحبيب بورقيبة.
مع استمرار أيام قرطاج في تكريم رواد السينما العربية والأفريقية، هل ينجح الجيل الجديد في إحياء إرث يجمع بين النضال التاريخي والإبداع المعاصر؟