اتفاق سعودي-باكستاني يهز توازنات الشرق الأوسط: رسائل إلى واشنطن وتل أبيب

#السعودية #باكستان #اتفاق_دفاعي #إسرائيل #الولايات_المتحدة #الأمن_الإقليمي

اتفاق سعودي-باكستاني يهز توازنات الشرق الأوسط: رسائل إلى واشنطن وتل أبيب

الرؤية المصرية:-أثار توقيع اتفاق دفاعي مشترك بين السعودية وباكستان موجة من التعليقات الإسرائيلية والغربية، التي رأت فيه إشارة واضحة إلى تراجع الثقة في الضمانات الأمريكية، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، مما يعكس تحولات استراتيجية في المنطقة قد تعيد رسم خريطة التحالفات.

وقع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف الاتفاق الذي ينص على اعتبار أي اعتداء على إحدى الدولتين اعتداء على كلتيهما، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

وأجمعت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية على أن هذا التحالف يمثل بديلاً دفاعياً للرياض، مستفيداً من القدرات النووية الباكستانية، لمواجهة التهديدات من إيران وإسرائيل، مع رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة حول موثوقيتها كحليف أمني.

في تقريرها، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى توقيت الاتفاق الذي جاء بعد أقل من أسبوعين من الهجوم على قطر، معتبرة أنه يعزز الردع السعودي من خلال الشراكة مع الدولة النووية الإسلامية الوحيدة، مما يرسل إشارات تحذيرية إلى تل أبيب وطهران وواشنطن. 

أما وكالة "رويترز" فقد ربطت الاتفاق بزيادة مخاوف دول الخليج من الاعتماد على الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن حرب غزة والهجمات على قطر قلبا المنطقة رأساً على عقب، بينما شهدت باكستان صراعاً عسكرياً قصيراً مع الهند مؤخراً. 

من جانبها، حذرت وكالة "بلومبيرغ" من أن الاتفاق قد يجر السعودية إلى مواجهات مع الهند، التي خاضت حروباً سابقة مع باكستان، وأكدت أن الغارة الإسرائيلية على الدوحة زادت من التوترات بين واشنطن وحلفائها، مما دفع قادة عرب آخرين إلى التشكيك في الضمانات الأمريكية.

أما صحيفة "هندوستان تايمز" فقد وصفت الاتفاق بأنه الأهم لباكستان منذ عقود، محذرة من تأثيره على العلاقات الهندية-السعودية المتنامية، ومؤكدة دوره في تعزيز البنية الأمنية لغرب آسيا. 

أخيراً، لفتت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى العلاقات التاريخية الوثيقة بين الرياض وإسلام آباد في المجالات الاقتصادية والدينية والأمنية، معتبرة توقيت الاتفاق إشارة مباشرة إلى إسرائيل، التي شنت هجمات واسعة النطاق منذ أكتوبر 2023، امتدت إلى عدة دول عربية وإسلامية.

تعكس هذه التعليقات عمق التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث تسعى دول الخليج إلى تنويع خياراتها الدفاعية وسط تراجع الثقة في التحالفات التقليدية، مما قد يفتح أبواباً لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية في مواجهة التحديات المستمرة.