الرؤية المصرية:- في إشارة إيجابية تعزز الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع الذي يهدد الاستقرار العالمي، أعلنت وزارة الخارجية الصينية ترحيبها الكامل بالاتصالات الروسية الأمريكية وأي قمة محتملة في هنغاريا، معتبرة إياها فرصة لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، مما يتماشى مع دور بكين كوسيط محايد ويفتح الباب أمام تخفيف التوترات التي تؤثر على أسواق الطاقة والتجارة الدولية، خاصة في الشرق الأوسط حيث تسعى مصر لتعزيز السلام الإقليمي.
أعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، عن دعم بكين "الكامل لكل الجهود الرامية إلى تعزيز التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية"، مرحباً بالحفاظ على الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة وتحسين العلاقات بينهما لدفع عملية سياسية شاملة.
اقرأ ايضأ:-
وأكد جيان أن الصين "ترحب بأي مبادرات تعزز الحوار وتجنب التصعيد"، في موقف يعكس استراتيجية بكين الدائمة في دعم الحلول الدبلوماسية، كما نقلت وكالات الأنباء الرسمية مثل شينخوا، وسط توقعات بأن تكون هذه الخطوة مقدمة لمفاوضات أوسع تشمل أطرافاً أوروبية وآسيوية.
يأتي هذا الترحيب الصيني عقب محادثة هاتفية مطولة استمرت ساعتين ونصف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهي الثامنة والأطول منذ تولي ترامب ولايته الثانية، حيث شكلت الأزمة الأوكرانية محور النقاش الرئيسي، وفق تصريحات مساعد الكرملين يوري أوشاكوف.
وأفاد أوشاكوف بأن الزعيمين اتفقا على عقد قمة مباشرة في العاصمة الهنغارية بودابست، مما يمثل أول لقاء رفيع المستوى من نوعه منذ تصعيد النزاع في فبراير 2022، ويأتي في سياق جهود ترامب لإنهاء الحرب "بسرعة" كما وعد في حملته الانتخابية، مع التركيز على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى كخطوات أولية.
من جانبه، وصف البيت الأبيض المحادثة بأنها "جيدة وبناءة للغاية"، حيث أشاد ترامب بها كـ"مثمرة" تناولت قضايا دولية حاسمة مثل الطاقة والأمن النووي، بالإضافة إلى الأزمة الأوكرانية التي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت ملايين، وفق تقارير الأمم المتحدة.
ويأمل مراقبون أن تؤدي هذه الديناميكية إلى تخفيف العقوبات الغربية على موسكو، التي بلغت قيمتها تريليونات الدولارات، مع إشارات من واشنطن إلى إمكانية تخفيض الدعم العسكري لكييف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، كما ألمح مستشارو ترامب في تصريحات سابقة.
تعكس موقف الصين هذا التزامها بمبادئ "السلام والتنمية" التي روجت لها في مبادرتها الأمنية العالمية، حيث قدمت بكين سابقاً خطة سلام من 12 نقطة لأوكرانيا في فبراير 2023، داعية إلى وقف القتال واحترام السيادة، رغم انتقادات غربية لعدم إدانتها الغزو الروسي بشكل مباشر.
وفي ظل علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو، التي شهدت تجارة ثنائية بلغت 240 مليار دولار العام الماضي، تسعى بكين للعب دور الوسيط لتجنب تداعيات اقتصادية عالمية مثل ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، التي أثرت على دول نامية مثل مصر التي تعتمد على واردات الحبوب من المنطقة.
مع اقتراب القمة في بودابست، يبرز هذا الحوار كفرصة لإعادة تشكيل النظام الدولي، خاصة مع دعوات أوروبية لضم الاتحاد الأوروبي إلى المفاوضات. هل ستكون هذه الاتصالات بوابة لسلام دائم ينهي سنوات الدمار، أم مجرد خطوة تكتيكية في لعبة القوى الكبرى؟