دماء الجنوب اللبناني: غارتان إسرائيليتان تقتلان وتجرحان في زوطر وشقرا وسط توترات حدودية متصاعدة

 #غارات_إسرائيلية #جنوب_لبنان #حزب_الله #توترات_حدودية #أمن_إقليمي

 الرؤية المصرية:- أسفرت غارتان إسرائيليتان عن قتل شخص واحد وإصابة خمسة آخرين في بلدتي زوطر الشرقية وشقرا جنوب لبنان صباح اليوم السبت، في تصعيد يهدد بإشعال جبهة حدودية جديدة بعد أشهر من الهدوء النسبي عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله قبل عام.

وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخين موجهين على سيارة مدنية في طريق عين السماحية قرب زوطر، مما أدى إلى احتراق السيارة وتجمع الإسعافات، بينما أسفر انفجار قنبلة أخرى في شقرا عن إصابات متوسطة الخطورة، في انتهاك يُعد الثالث في أسبوع لقواعد النزاعات الدولية.

هذه الهجمات تأتي في سياق حملة إسرائيلية مكثفة منذ نوفمبر، حيث أفادت تقارير رويترز بأن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 50 غارة في الجنوب اللبناني هذا الشهر، مستهدفًا ما يُزعم أنه "بنى تحتية عسكرية لحزب الله"، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل منذ بداية الشهر.

في تفاصيل الحادث الأول، أفادت مراسلة "الإخبارية اللبنانية" أن المسيرة الإسرائيلية حلقت منخفضًا قرابة الساعة الثامنة صباحًا، وأطلقت صاروخين دقيقين على سيارة بيضاء اللون كانت تسير على الطريق الترابي الوعر بين التلال الخضراء، مما أثار حريقًا استمر لساعات وأدى إلى مقتل الراكب الوحيد داخلها، الذي لم يُكشف عن هويته بعد.

 أظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل، والتي التقطتها شهود عيان، ألسنة اللهب المتشابكة مع دخان كثيف يغطي المنطقة، بينما تجمع عشرات المدنيين والإسعافات حول الحطام المشوه، في مشهد يعكس الرعب اليومي الذي يعيشه سكان الجنوب.

وفي بلدة شقرا المجاورة، انفجر قذيفة مسيرة أخرى فوق منزل مدني، مما أصاب خمسة أشخاص بجروح شظايا، بينهم طفلان، وفقًا لبيان الدفاع المدني اللبناني الذي أكد نقل الجرحى إلى مستشفى نبطية، حيث يخضعون لعمليات جراحية طارئة. 

من جانبها، نفت إسرائيل في بيان عسكري رسمي أن الهجمات كانت عشوائية، مدعية أنها "ضربت أهدافًا لعناصر حزب الله كانوا يحاولون إعادة بناء مواقع عسكرية قرب الحدود"، مشيرة إلى قائدًا في وحدة الردوان التابعة للحزب قُتل في غارة مشابهة أوائل نوفمبر.

ومع ذلك، أكدت السلطات اللبنانية أن الضحية في زوطر كان مدنيًا يعمل في الزراعة، ودعت إلى تحقيق أممي فوري، معتبرة الهجمات "انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 2024".

في سياق أوسع، يُعد هذا التصعيد جزءًا من سلسلة غارات تجاوزت 200 عملية منذ أكتوبر، أدت إلى نزوح أكثر من 10 آلاف لبناني من قرى الحدود، وفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للاجئين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة تعاني من نقص الخدمات الأساسية. 

أعربت الحكومة اللبنانية عن غضبها الشديد، حيث حذر الرئيس جوزيف عون في تصريح عاجل من أن "هذه الاعتداءات تهدد الاستقرار الإقليمي وتفتح أبواب الجحيم مرة أخرى"، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لتعزيز قوات اليونيفيل. كما أدانت دول عربية، بما فيها مصر، الهجمات في بيان مشترك، مشيرة إلى أنها "تزيد من التوترات في الشرق الأوسط وتهدد جهود السلام".

 وفي واشنطن، أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض عن "قلق عميق"، لكنه أكد دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، في موقف يعكس التوازن الدقيق الذي تسعى إليه إدارة ترامب الجديدة.

 أما حزب الله، فقد تعهد برد "قاسٍ ومبرر"، محذرًا من أن أي محاولة لإعادة إشعال الجبهة ستُقابل بصواريخ دقيقة، في إشارة إلى الـ100 ألف صاروخ الذي يُزعم امتلاكه.

مع اقتراب الشتاء وتفاقم النزوح، يثير هذا التصعيد تساؤلات حول فعالية اتفاق وقف النار، الذي شهد انتهاكات متكررة من الجانبين.

هل ستصبح هذه الغارات شرارة حرب جديدة، أم ستدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات تحت ضغط دولي متزايد؟ في منطقة تئن تحت وطأة النزاعات، يبقى الجنوب اللبناني خطًا أحمر يحدد مصير السلام الإقليمي.