إسرائيل ترفع علمها في قلب الجولان السوري: رسالة تحدٍّ لترامب وأردوغان قبل شتاء التوترات

#إسرائيل_سوريا #القنيطرة #الجولان_المحتل #نتنياهو_ترامب #انتهاكات_إسرائيلية

إسرائيل ترفع علمها في قلب الجولان السوري: رسالة تحدٍّ لترامب وأردوغان قبل شتاء التوترات

الرؤية المصرية:- توغلت قوات إسرائيلية صباح اليوم السبت في ريف القنيطرة الجنوبي جنوب سوريا، ورفعت علم الدولة العبرية فوق تل أحمر الغربي في انتهاك صارخ لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، قبل أن تنسحب بعد ساعات قليلة، في خطوة أثارت إدانات دولية وأشعلت مخاوف من تصعيد إقليمي يهدد استقرار الشرق الأوسط.

 وفقًا لوكالة الأنباء السورية "سانا"، شمل التوغل دبابتين وسيارتين عسكريتين تحركتا من تل أحمر الشرقي، فيما أقامت دوريات أخرى حواجز مؤقتة قرب بلدات بئر عجم وبريقة وزبيدة وعين الزيوان، مما يعكس نمطًا متكررًا من الغارات البرية التي تجاوزت 400 عملية منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

 يأتي هذا الفعل العسكري في توقيت حساس، بعد زيارة مفاجئة لنتنياهو إلى الجولان المحتل أمس، وصفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنها "رسالة مباشرة لترامب وأردوغان" لتأكيد السيادة الإسرائيلية، وسط تقارير تشير إلى أن واشنطن قد ترحب بأحمد الشرع رئيس سوريا الجديد في البيت الأبيض قريبًا.

في فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر الجنود الإسرائيليون وهم يثبتون العلم الأزرق والأبيض بين صخور التلال الحمراء الوعرة، في مشهد يذكر بغزوات السبعينيات لكنه يحمل دلالات سياسية معاصرة.

 نقل مراسل "سانا" تفاصيل الدورية الأولى، مشيرًا إلى أنها لم تواجه أي مقاومة، مما يعزز الشكوك حول فعالية قوات حماية الأمم المتحدة (UNDOF) في المنطقة العازلة، التي شهدت مؤخرًا رفع علم الأمم في مواقع سورية مقابل قواعد إسرائيلية سابقة قرب كودنة.

 وفي الوقت نفسه، أبلغت مصادر محلية عن توغل دورية ثانية تضم ست آليات عسكرية، سلكت طرقًا تؤدي إلى أبو قبيص، مع تفتيش للأراضي الزراعية وإقامة حواجز تمنع مرور المدنيين، في انتهاك يُعد الثالث في أسبوع واحد لمبادئ اتفاقية 1974 التي فصلت بين الجيشين بعد حرب أكتوبر. هذه التحركات، التي أكدتها لقطات مصورة من "مراقب سوري"، تتزامن مع غارات جوية إسرائيلية تجاوزت 1000 عملية على مواقع عسكرية سورية، مما دفع دمشق إلى اتهام تل أبيب بـ"توسيع احتلالها الفعلي" للمنطقة العازلة.

من وجهة نظر إسرائيلية، يبدو التوغل جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز السيطرة على المرتفعات الاستراتيجية، خاصة جبل الشيخ ومصادر المياه، في ظل الفراغ الأمني السوري بعد سقوط الأسد. كتب محلل "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن زيارة نتنياهو للجولان كانت "ردًا مباشرًا على استقبال ترامب الدافئ للشرع"، الذي يُرى في إسرائيل كتهديد محتمل بسبب صلاته السابقة بهيئة تحرير الشام، محذرًا من أن أي تطبيع أمريكي-سوري قد يشجع أنقرة على التدخل العسكري في الجنوب السوري. وفي تصريح للصحيفة، أكد مسؤول إسرائيلي أن هذه الدوريات "رسالة للجميع: الجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل"، مشيرًا إلى أنها تأتي أيضًا كرد على تصريحات أردوغان الأخيرة الداعمة لـ"المقاومة السورية" ضد الاحتلال. هذا السياق يعكس توترات أوسع، حيث أفادت تقارير أن إسرائيل أقامت أكثر من 600 غارة برية في القنيطرة منذ يناير، مع اعتقالات لعشرات السوريين، بما في ذلك أربعة من عائلة واحدة في خان أرنابة الأسبوع الماضي، مما أثار احتجاجات محلية وشكاوى من تدمير مئات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية. 

من جانبها، أدانت دمشق هذه "الاعتداءات العدوانية" في بيان رسمي، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات التي تهدد "السلم والأمن الدوليين"، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. 

وفي تصريح لـ"الإخبارية السورية"، حذر محلل عسكري سوري من أن غياب الرد الفعال من حكومة الشرع قد يشجع إسرائيل على "التمدد نحو دمشق"، مشيرًا إلى أن أكثر من 20 قرية في الريف الجنوبي تعرضت لمداهمات مشابهة في الشهر الماضي وحدها. 

كما أعربت دول عربية، بما فيها مصر، عن قلقها من هذه التطورات، معتبرة إياها "تهديدًا للتوازن الإقليمي"، خاصة مع تقارير عن مفاوضات سرية بين دمشق وتل أبيب لوقف الغارات مقابل ضمانات أمنية، لكنها لم تمنع التصعيد حتى الآن. 

مع اقتراب الشتاء وتفاقم التوترات على الحدود، يبقى السؤال: هل ستكون هذه الدوريات مجرد "رسائل" دبلوماسية، أم بداية لاحتلال دائم يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط؟ في منطقة تئن تحت وطأة النزاعات، قد يحدد الرد الدولي مصير الجولان، ومعها سلام المنطقة بأكملها.