غياب مصري يثير تساؤلات في إسطنبول: فيدان يكشف السبب.. هل تبتعد القاهرة عن التنسيق العربي-إسلامي حول غزة؟

#غزة_اليوم #فيدان_يكشف #مصر_غياب_إسطنبول #سلام_دائم

غياب مصري يثير تساؤلات في إسطنبول: فيدان يكشف السبب.. هل تبتعد القاهرة عن التنسيق العربي-إسلامي حول غزة؟

الرؤية المصرية:- إسطنبول - في خطوة أثارت جدلاً دبلوماسياً، غابت مصر عن الاجتماع الوزاري الذي استضافته تركيا اليوم الاثنين 3 نوفمبر 2025 في إسطنبول، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحويله إلى سلام دائم، رغم دعوتها الرسمية كطرف أساسي في الوساطة الإقليمية، حيث كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن السبب كـ"اجتماع دولي داخلي"، إلا أن القاهرة لم تؤكد التفاصيل رسمياً حتى الآن.

جاء الغياب المصري ملحوظاً في الاجتماع الذي جمع وزراء خارجية سبع دول عربية وإسلامية: تركيا، السعودية، الأردن، قطر، الإمارات، باكستان، وإندونيسيا، وفقاً لمصادر تركية وتقارير إعلامية دولية مثل رويترز ودون، حيث لم يحضر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أو أي ممثل رسمي عن القاهرة.

اقرأ ايضأ:-

وفي المؤتمر الصحفي الختامي، أوضح فيدان: "نظيرنا المصري كان سيشارك باجتماعنا، ولكنه بسبب اجتماع دولي في بلاده لم يتمكن من القدوم"، مشدداً على أهمية "التنسيق المشترك بين الدول الإسلامية لتحويل الوقف إلى سلام دائم"، مع التركيز على دور الفلسطينيين في إدارة وأمن غزة.

رغم التفسير التركي، لم تصدر وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً يفصل الأسباب، مما يترك المجال مفتوحاً للتكهنات حول الدوافع الدبلوماسية، خاصة في ظل الدور التاريخي لمصر كوسيط رئيسي في مفاوضات غزة، بفضل حدودها المشتركة مع القطاع ومشاركتها السابقة في اجتماعات مماثلة، مثل لقاء نيويورك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر الماضي. 

ويأتي الاجتماع الإسطنبولي في سياق حرج، حيث يناقش الوفود الخطوات التالية لصفقة الوقف الأمريكية، بما في ذلك تشكيل "قوة استقرار دولية" لمراقبة التهدئة، وتعزيز المساعدات الإنسانية، مع اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بانتهاكات الترتيبات. 

أبرزت المناقشات في إسطنبول، كما نقلت وكالة الأناضول ورويترز، نقص المساعدات الإنسانية الواردة إلى غزة، ورفض إسرائيل لدخول فرق إنقاذ تركية، إضافة إلى دعوات لدعم الفلسطينيين في الحكم الذاتي للقطاع. 

وفي هذا السياق، يُنظر إلى غياب مصر كإشارة محتملة إلى تفضيل القاهرة لقنوات ثنائية أو متعددة الأطراف أخرى، مثل التنسيق المباشر مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لضمان دورها المركزي في إعادة الإعمار وإدارة ما بعد النزاع، دون الالتزام بصيغ إقليمية قد تُفسر كمنافسة لجهودها. 

وفقاً لمحللين دبلوماسيين في "الشرق الأوسط"، يعكس هذا الغياب استراتيجية مصرية حذرة تهدف إلى الحفاظ على استقلاليتها في الوساطة، خاصة مع التوترات الإقليمية المتصاعدة، حيث أكد فيدان في تصريحات سابقة أن "إسرائيل تبحث عن ذرائع لانتهاك الوقف"، مما يعزز الحاجة إلى موقف عربي-إسلامي موحد. 

ومع ذلك، أشارت تقارير باكستانية إلى أن الاجتماع شهد لقاءات جانبية، مثل بين فيدان ونظيره الباكستاني إسحاق دار، لتعزيز التعاون حول غزة، دون أي إشارة إلى تعويض الغياب المصري. 

في الوقت الذي يتوقع فيه مراقبون استمرار الجهود الدبلوماسية لتجنب انهيار الوقف، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يعبر غياب مصر عن اختلاف في الرؤى، أم مجرد تصادم جدولي يعكس تعقيدات التنسيق الإقليمي؟ مع اقتراب مناقشات إعادة الإعمار، قد تكون الإجابة في الخطوات التالية للقاهرة، التي تظل شريكاً لا غنى عنه في مسار السلام.