صدام خليجي في المنامة: تركي الفيصل يفضح "الصورة الوردية" لإيران.. وعُمان تدافع عن "ضبط النفس" الإيراني

#حوار_المنامة #تركي_الفيصل #إيران_إسرائيل #أمن_خليجي

صدام خليجي في المنامة: تركي الفيصل يفضح "الصورة الوردية" لإيران.. وعُمان تدافع عن "ضبط النفس" الإيراني

الرؤية المصرية:- المنامة - في تصعيد نادر للخلافات الخليجية حول الدور الإيراني، هاجم رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، خلال "حوار المنامة" في البحرين، محاولات رسم إيران كـ"ضحية" أمام إسرائيل، متسائلاً عن صدق طهران في التحول إلى شريك إقليمي موثوق، فيما دافع وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي عن "انفتاح إيران" وضبط نفسها رغم الاعتداءات الإسرائيلية، مما يكشف انقساماً عميقاً في رؤى الأمن الخليجي.

جاء انتقاد الفيصل حاداً أثناء جلسة نقاشية، حيث رد على تصريحات سابقة لوزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش حول الطموحات الإقليمية، قائلاً: "تم وضع إيران في صورة وردية كضحية لجهود دولية لتهميشها، في الوقت الذي لم يتم ذكر سلوكها العدواني منذ 1979 وتدخلاتها في شؤون الآخرين".

اقرأ ايضأ:-

وتساءل الفيصل أمام الحضور: "هل يرى أي من أعضاء اللجنة أن إيران صادقة في جهودها للانتقال من التدخل المفرط إلى شريك يمكن دمجه في بنية الخليج والعالم؟"، مشدداً على ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية في دول الجوار، وفقاً لتسجيلات الجلسة وتقارير "رويترز" و"الشرق الأوسط".

في المقابل، سبق البوسعيدي جلسة الفيصل بيوم، مدافعاً عن سياسة عُمان الطويلة الأمد في رفض عزل إيران، قائلاً: "سلطنة عُمان ترى منذ زمن بعيد أن سياسة عزل إيران لم تكن حلاً، وأن إشراكها في منظومة الأمن الإقليمي يسهم في الاستقرار والتعاون".

وأبرز الوزير العُماني "انفتاح إيران واستعدادها للحوار البناء"، مشيراً إلى ضبط نفسها رغم هجمات إسرائيلية، بما في ذلك قصف قنصليتها في دمشق، إصابة سفيرها في لبنان، واغتيال مفاوض فلسطيني في طهران. 

كما اتهم البوسعيدي إسرائيل بـ"إطالة أمد التوتر" عبر هجمات أسفرت عن مقتل مئات المدنيين الإيرانيين، وأفشلت جولة سادسة حاسمة في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، معتبراً تل أبيب "المصدر الرئيسي لغياب الأمن" في المنطقة، في انتهاك للقانون الدولي. 

يأتي هذا الصدام في سياق "حوار المنامة" السنوي الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، بحضور مسؤولين من دول الخليج والولايات المتحدة وأوروبا، وسط توترات إقليمية متصاعدة تشمل النووي الإيراني، أمن الملاحة في الخليج، وتداعيات النزاع في غزة. 

ويعكس الانقسام بين الرياض ومسقط اختلافاً استراتيجياً: السعودية تركز على مواجهة التوسع الإيراني عبر تحالفات مع واشنطن وإسرائيل، بينما تتبنى عُمان نهجاً حوارياً يرى في دمج طهران مفتاحاً للاستقرار، كما أظهرت وساطتها السابقة في اتفاق 2015 النووي. 

أثار التباين ردود فعل إعلامية، حيث نقلت "بي بي سي عربي" تعليقات خبراء يحذرون من أن مثل هذه الخلافات قد تعيق تشكيل جبهة خليجية موحدة أمام التحديات المشتركة مثل مكافحة التهريب والتغير المناخي، كما أشار البوسعيدي. 

وفي المقابل، يرى محللون سعوديون، مثل الكاتب في "عكاظ"، أن تجاهل سجل إيران منذ الثورة 1979 يعرض الأمن الإقليمي للخطر، خاصة مع دعمها لميليشيات في اليمن والعراق وسوريا. 

مع استمرار الجلسات في المنامة، يبرز السؤال: هل يمكن للخليج تجاوز انقساماته حول إيران لصياغة رؤية أمنية مشتركة، أم ستظل الرؤى المتباينة تُعمق التوترات وتُضعف الرد الجماعي على التهديدات الخارجية؟