الرؤية المصرية:- كشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية، في تقرير مثير للجدل، عن آلية محتملة للحفاظ على الأمن في قطاع غزة عقب انسحاب القوات الإسرائيلية، حيث سيتم تسيير دوريات أمنية من قبل 5000 عنصر فلسطيني مدرب في مصر والأردن، تحت إشراف لجنة تكنوقراطية فلسطينية برئاسة توني بلير وتفويض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة قد تعيد رسم المشهد الأمني بالقطاع المحاصر.
ووفقًا لمصدر فلسطيني مقرب من حركة "حماس" نقلته القناة يوم السبت، حصلت الحركة على ضمانات بأن إسرائيل لن تتجاهل التزامها بالانسحاب الكامل من غزة، مما يمهد لمرحلة انتقالية تهدف إلى إعادة الاستقرار. سيبدأ دخول هذه القوات الأمنية في ثلاث مراحل متتالية مع انطلاق الانسحاب، حيث أكمل نحو 5000 عنصر تدريبهم في مصر خلال الأشهر الماضية، بينما يستمر آلاف آخرون في الأردن استعدادًا للانضمام إليهم، وذلك بموجب اتفاقيات دولية تشمل الولايات المتحدة ودول الجوار.
اقرأ ايضأ:-
ستعمل هذه القوات تحت إدارة لجنة إدارة غزة المؤلفة من 15 تكنوقراطيًا فلسطينيًا، الذين سيخضعون بدورهم لإشراف مجلس إدارة غزة برئاسة الدبلوماسي البريطاني السابق توني بلير، وهو المجلس الذي يعمل ضمن إطار تفويض من مجلس الحكم الذي يرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أفادت التقارير.
وأضاف المصدر أن هذه الترتيبات جزء من خطة ترامب الشاملة للسلام، التي تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين في المرحلة الأولى، وتفكيك قدرات "حماس" العسكرية في المرحلة الثانية، مع التركيز على إعادة الإعمار والحيادية الأمنية.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري سابقًا أن القاهرة تدرب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في غزة، في دور يعكس التزام مصر بتعزيز الاستقرار الإقليمي دون تدخل مباشر.
ومن جانبها، شددت "حماس"، عبر مسؤولها الإعلامي في لبنان وليد كيلاني، على أن "جميع الفلسطينيين، بما في ذلك الحركة، يقررون من يحكم غزة"، مؤكدًا قدرة الفلسطينيين على إدارة أنفسهم ذاتيًا، وداعيًا إلى تشكيل هيئة مدنية مستقلة بناءً على الاتفاق الوطني الفلسطيني، مستندًا إلى اتفاقيات بكين والقاهرة.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية، حيث أعلنت مصر رسميًا بدء محادثات وقف إطلاق النار في شرم الشيخ يوم الاثنين، مع التركيز على إطلاق الرهائن وتدفق المساعدات الإنسانية، بينما أعرب الرئيس ترامب عن تفاؤله بأن "حماس جاهزة لسلام دائم"، مطالبًا إسرائيل بوقف القصف فورًا.
ومع ذلك، يحذر مراقبون من أن نجاح هذه الآلية يعتمد على الالتزام الدولي، خاصة في ظل التوترات المستمرة حول نزع سلاح "حماس" وإعادة الإعمار.
هل ستصبح غزة نموذجًا للأمن الذاتي الفلسطيني، أم ستظل رهينة الضمانات الدولية الهشة؟