هذا التصعيد العسكري، الذي يأتي في ظل حصار مشدد وتدهور إنساني غير مسبوق، يثير مخاوف جدية بشأن تداعياته على الأمن القومي المصري، خاصة مع قرب الحدث من الحدود المصرية وتأثيراته المحتملة على الاستقرار الإقليمي.
تصعيد عسكري غير مسبوق
أفادت مصادر فلسطينية لقناة RT بأن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارات متتالية استهدفت مناطق سكنية في جباليا وحي الزيتون شمال القطاع، بالإضافة إلى تفجير آليات مفخخة تسببت في دمار واسع.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عشوائي وتحليق مكثف لطائرات "كواد كابتر" التي أطلقت النار على المدنيين، مما زاد من حالة الذعر بين السكان.
وفي جباليا البلد، انهارت منازل على رؤوس ساكنيها، فيما انتشرت روائح كريهة وغازات مجهولة تسببت في ضيق تنفس وحرقة بالأنف، مما دفع السلطات المحلية لتحذير السكان باستخدام كمامات مبللة.
كارثة إنسانية تتفاقم
أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر 2023 إلى 62,622 شهيدًا و157,673 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال. وفي يوم السبت وحده، قتل أكثر من 70 شخصًا، بينهم صحفي، جراء استهداف قوات الاحتلال للمدنيين، بما في ذلك طالبي المساعدات الإنسانية.
وفي ظل الحصار المفروض، تفاقمت الأزمة الإنسانية مع إعلان الأمم المتحدة تفشي المجاعة رسميًا في القطاع، في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
تداعيات على الأمن القومي المصري
يثير هذا التصعيد مخاوف مصرية من تداعياته على استقرار المنطقة، خاصة مع امتداد تأثير الانفجارات إلى مناطق جنوب الضفة الغربية.
ومع تزايد الضغط على الحدود المصرية، تصبح قضية تدفق المساعدات الإنسانية ومنع التهجير القسري أولوية ملحة للقاهرة. كما أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في سيناء، مما يتطلب تعزيز التنسيق الأمني والدبلوماسي لاحتواء الأزمة.
دعوات دولية ملحة
تتجدد الدعوات الدولية لوقف الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل تحذيرات من تصاعد الإبادة الجماعية بحق المدنيين.
وتواجه مصر تحديًا دبلوماسيًا في قيادة جهود الوساطة لتهدئة الوضع، مع الحفاظ على أمنها القومي وسط هذا التصعيد الخطير.
يبقى المشهد في غزة يحمل تداعيات عميقة على المنطقة، حيث تتطلب الأزمة حلولًا عاجلة لتجنب المزيد من الدمار والخسائر البشرية، مع ضرورة تعزيز الجهود المصرية لاحتواء الوضع وضمان استقرار الحدود.