خسائر إسرائيل في غزة تكشف هشاشة "جيش النخبة": هل تتهاوى أسطورة الجولاني؟

الرؤية المصرية:- في تقرير صادم نشره معهد الأمن القومي الإسرائيلي، كُشف النقاب عن حجم الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي خلال حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

خسائر إسرائيل في غزة تكشف هشاشة "جيش النخبة": هل تتهاوى أسطورة الجولاني؟

التقرير، الذي يركز على ألوية النخبة مثل "جولاني" و"جفعاتي" و"نحال"، يعكس عمق الأزمة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي، ويثير تساؤلات حول قدرته على تحقيق أهدافه العسكرية في ظل مقاومة شرسة.

اقرأ ايضأ:-

حجم الخسائر: أرقام تتحدث

وفقاً للتقرير، سجل لواء "جولاني"، أحد أبرز ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، أعلى نسبة خسائر بـ109 قتلى، 73 منهم سقطوا في اليوم الأول للعمليات (7 أكتوبر 2023) خلال تمركز كتيبتين في محيط غزة.

 الأرقام لا تتوقف هنا، فقد تكبدت ألوية أخرى خسائر جسيمة:

  • لواء جفعاتي: 68 قتيلاً. 
  • لواء نحال: 63 قتيلاً.
  • لواء المظليين: 46 قتيلاً.
  • فرقة الكوماندوز: 43 قتيلاً.
  • اللواء المدرع السابع: 29 قتيلاً، 19 منهم في اليوم الأول. 
  • من بين قوات الاحتياط، برز لواء 261 بـ22 قتيلاً، ولواء 551 بـ20 قتيلاً.

وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي الرسمية، بلغ إجمالي القتلى منذ بدء الحرب 850 عسكرياً، بين ضباط وجنود، خلال العمليات في غزة ولبنان.

السياق التاريخي: جيش النخبة تحت الاختبار

يُعد لواء "جولاني" رمزاً للقوة والكفاءة في الجيش الإسرائيلي، حيث يُروج له كـ"اللواء الأول" في القيادة والقتال. لكن الخسائر الكبيرة التي مُني بها تكشف عن هشاشة غير متوقعة.

تاريخياً، اعتمدت إسرائيل على ألوية النخبة لتنفيذ عمليات معقدة، سواء في حروبها ضد الدول العربية أو في مواجهة المقاومة الفلسطينية. لكن الحرب الحالية في غزة، بطبيعتها الشرسة وتعقيداتها الجغرافية والديموغرافية، أظهرت حدود هذه الألوية في مواجهة مقاومة منظمة ومتمرسة. 

الأبعاد السياسية: أزمة داخلية وتحديات استراتيجية

الخسائر الكبيرة للجيش الإسرائيلي ليست مجرد أرقام، بل تعكس تحديات سياسية وعسكرية عميقة:

  • الضغط الداخلي: الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تواجه انتقادات متزايدة بسبب إخفاقات 7 أكتوبر واستمرار الخسائر. هذه الأرقام قد تزيد من الضغط الشعبي والسياسي لإعادة تقييم استراتيجية الحرب.
  • التجنيد والاحتياط: مناقشة أجهزة الأمن الإسرائيلية لتوسيع العملية البرية وتجنيد قوات الاحتياط تُظهر الضغط الكبير على القوات النظامية. هذا قد يثير استياء اجتماعياً، خاصة مع تزايد الخسائر بين جنود الاحتياط. 
  • الصورة الدولية: الخسائر الكبيرة قد تُضعف صورة إسرائيل كقوة عسكرية لا تُقهر، مما يؤثر على نفوذها الإقليمي والدولي. 
  •  التحدي الفلسطيني: نجاح المقاومة الفلسطينية في إلحاق هذه الخسائر يعزز موقفها كقوة قادرة على مواجهة جيش يُعد من الأقوى في المنطقة.

تداعيات إقليمية: غزة كمحرك للصراع

الخسائر الإسرائيلية في غزة ليست معزولة عن السياق الإقليمي. فالحرب المستمرة تُغذي التوترات في المنطقة، خاصة مع تصاعد الاشتباكات في لبنان وتدخلات إسرائيل في سوريا.

 هذه الخسائر قد تدفع إسرائيل إلى تصعيد عملياتها لاستعادة هيبتها العسكرية، مما يزيد من احتمالات اتساع الصراع. في الوقت ذاته، فإن صمود المقاومة الفلسطينية يُلهم حركات مقاومة أخرى، مما يُعقد المشهد الإقليمي.

الرؤية المصرية: دعوة للتهدئة وحل عادل 

من وجهة نظر مصرية، فإن استمرار الحرب في غزة وتفاقم الخسائر البشرية على الجانبين يُشكل تهديداً للأمن الإقليم無理تطلب موقفاً عربياً موحداً يدعو إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

 مصر، بوصفها وسيطاً تاريخياً، مدعوة لتعزيز جهودها الدبلوماسية لتهدئة الوضع، والضغط على الأطراف الدولية لدعم مفاوضات تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما يجب على القاهرة مواصلة جهودها لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لتخفيف معاناة المدنيين.

نهاية أسطورة أم بداية مرحلة جديدة؟ 

 الخسائر الكبيرة التي مُني بها الجيش الإسرائيلي، خاصة في لواء "جولاني"، تكشف عن تحديات غير مسبوقة تواجه إسرائيل في حربها على غزة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل مؤشر على عمق الأزمة التي تمر بها "أسطورة الجيش الذي لا يُقهر".

في ظل هذا الواقع، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل ستتمكن إسرائيل من استعادة توازنها العسكري والسياسي؟ أم أن هذه الخسائر ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة؟ الإجابة تكمن في قدرة الأطراف على الانتقال من لغة الحرب إلى لغة الحلول السياسية العادلة.