الخطة، التي أثارت جدلًا سياسيًا واسعًا، تُعد الأكثر تفصيلًا حتى الآن في معالجة قضية السلاح غير الشرعي في لبنان.
خلفية الخطة وردود الفعل
أثارت الخطة، التي ناقشها مجلس الوزراء اللبناني، انقسامات حادة، حيث انسحب وزراء "حزب الله" وحلفاؤهم الشيعة من الجلسة احتجاجًا على إدراج هذا المقترح في جدول الأعمال.
وتأتي هذه الخطة وسط ضغوط متزايدة لتطبيق قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 1701، وتثبيت وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، في ظل انتهاكات إسرائيلية متكررة تشمل غارات جوية وعمليات عبر الحدود.
مراحل الخطة الأربع
تتضمن الخطة أربع مراحل رئيسية لتحقيق أهدافها:
- المرحلة الأولى (15 يومًا): إصدار مرسوم حكومي يتعهد بنزع سلاح "حزب الله" بالكامل بحلول 31 ديسمبر 2025، مع التزام إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية البرية والجوية والبحرية.
- المرحلة الثانية (60 يومًا): بدء تنفيذ خطة نزع السلاح بالتوازي مع نشر الجيش اللبناني في المناطق الحيوية، وتحديد أهداف واضحة لضمان حصر السلاح بيد الدولة.
- في هذه المرحلة، تبدأ إسرائيل بالانسحاب من بعض المواقع في جنوب لبنان وإطلاق سراح محتجزين لبنانيين بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- المرحلة الثالثة (90 يومًا): انسحاب إسرائيل من النقطتين الأخيرتين من المواقع الخمسة، مع تأمين التمويل لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية تمهيدًا لإعادة الإعمار.
- المرحلة الرابعة (120 يومًا): تفكيك الأسلحة الثقيلة المتبقية لدى "حزب الله"، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة، لضمان السيطرة الكاملة للدولة على السلاح.
أهداف استراتيجية ودعم دولي
أقرت الحكومة اللبنانية، في جلسة برئاسة العماد جوزيف عون في قصر بعبدا، أهداف الخطة المتوافقة مع الورقة الأمريكية لتثبيت وقف إطلاق النار. تشمل هذه الأهداف:
- تنفيذ اتفاق الطائف والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 1701، لضمان السيادة اللبنانية الكاملة وحصر السلاح بيد الدولة.
- وقف الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية وضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية.
- إنهاء الوجود المسلح لغير الحكومة في جميع الأراضي اللبنانية، مع دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي.
- نشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية والداخلية، مع توفير الدعم اللازم.
- تسوية قضايا الحدود والأسرى عبر مفاوضات غير مباشرة، وترسيم الحدود الدولية مع إسرائيل وسوريا.
- إعادة السكان المدنيين إلى قراهم الحدودية ودعم إعادة الإعمار من خلال مؤتمر اقتصادي بمشاركة دولية.
رؤية للبنان المستقبل
تهدف الخطة إلى إعادة لبنان كدولة مزدهرة، من خلال دعم دولي يشمل الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، وقطر، مع تعزيز قدرات الجيش اللبناني لحماية السيادة الوطنية.
ومع ذلك، تبقى التحديات السياسية واللوجستية كبيرة، خاصة في ظل معارضة "حزب الله" وحلفائه، مما يجعل تنفيذ الخطة رهانًا على الإرادة السياسية والدعم الدولي.