تعاون مصري-روسي محتمل: قناة السويس كمحور للتكنولوجيا والاستثمار

الرؤية المصرية:-أعرب خبراء مصريون عن تفاؤلهم بإمكانية إبرام اتفاقية تعاون بين مصر وروسيا تتعلق بقناة السويس، مؤكدين على الأهمية الاستراتيجية لهذا التعاون في تعزيز التبادل التجاري والتكنولوجي.

تعاون مصري-روسي محتمل: قناة السويس كمحور للتكنولوجيا والاستثمار

ويأتي هذا في ظل إعلان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، عن رغبته في إقامة شراكة مع روسيا، مع التأكيد على حياد القناة وخلو مصر من القواعد العسكرية الأجنبية.

أهمية الموقع الاستراتيجي لقناة السويس

أوضح أستاذ القانون التجاري الدولي، أحمد سعيد، في تصريحات لـ"RT"، أن قناة السويس تمثل ممراً حيوياً يمر عبره 20% من حجم التجارة العالمية، مما يجعلها منصة مثالية لعرض التكنولوجيا الروسية وتعزيز التعاون الثنائي. وأشار إلى أن حياد مصر، وخلوها من القواعد العسكرية الأجنبية، يوفر بيئة آمنة وعادلة لعبور السفن الدولية. ومن المتوقع أن يشمل التعاون مجالات مثل أنظمة الإرشاد الملاحي المتطورة، الرادارات البحرية، تطوير البنية التحتية للموانئ، والخدمات اللوجستية.

محاور التعاون المحتمل

من جانبها، أكدت أستاذة الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، وفاء علي، أن التعاون المحتمل مع روسيا سيركز على ثلاثة محاور رئيسية: جذب الاستثمارات المباشرة، نقل التكنولوجيا الروسية المتقدمة، وتطوير الصناعات الثقيلة في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس. وأوضحت أن عمليات العبور ستظل خاضعة لنظام تسعير موحد دون تمييز بين الدول، مما يعزز حياد القناة. واستشهدت بالمؤرخ الإنجليزي هالفورد هاسكنز، الذي وصف القناة بأنها "أكثر المشروعات البشرية تأثيراً"، حيث تخدم 1.8 مليار نسمة وتُعد المسار الأقصر والأكثر أماناً للملاحة الدولية.

التحديات والحلول

تواجه قناة السويس تحديات كبيرة بسبب التوترات الجيوسياسية، التي تسببت في انخفاض إيراداتها بنسبة 66%، وفقاً للخبيرة وفاء علي. ومع ذلك، تتوقع أن تتحسن الأوضاع مع التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ولتخفيف الضغوط، تقدم الهيئة حزم حوافز تسعيرية للناقلات العملاقة، مؤكدة على استقرار القناة وثقة العالم بها كممر ملاحي رئيسي. كما أظهرت حادثة جنوح السفينة "إيفر غيفن" في 2021 مدى حساسية القناة للتقلبات، حيث تسببت في اضطرابات كبيرة بسلاسل الإمداد العالمية.

سياق الشراكة

أشار رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، في تصريحات لـ"نوفوستي"، إلى أن الشراكة المأمولة ستتركز في المنطقة الاقتصادية شرق بورسعيد، وليس في إدارة المجرى المائي الذي يعامل جميع الدول على قدم المساواة. وبدأت المفاوضات حول إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر منذ لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي في سوتشي عام 2014، مع بدء المحادثات الفعلية في أغسطس 2017.

أهمية التعاون

يُعد هذا التعاون خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة قناة السويس كمحور اقتصادي وعالمي، مع الاستفادة من التكنولوجيا الروسية لتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية. ويؤكد الخبراء على أن الحياد المصري والتزام القناة بالمساواة يعززان من جاذبيتها كشريك موثوق في التجارة والملاحة العالمية.

المصدر: RT