مداهمة مقر يرماك: هل ينهار "الرجل الثاني" في عهد زيلينسكي أمام شبكة فساد الطاقة؟

#فساد_أوكرانيا #زيلينسكي_تحت_الضغط #عملية_ميداس #يرماك_في_القفص

مداهمة مقر يرماك: هل ينهار "الرجل الثاني" في عهد زيلينسكي أمام شبكة فساد الطاقة؟

الرؤية المصرية:- داهمت هيئات مكافحة الفساد الأوكرانية مقر رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أندريه يرماك، صباح اليوم الخميس في كييف، في خطوة تصعيدية تهدد بإحداث زلزال سياسي داخل النظام الحاكم، ربطتها التحقيقات بشبكة فساد ضخمة في قطاع الطاقة تُقدر بـ100 مليون دولار أمريكي، وفقًا لتصريحات نواب برلمانيين وتقارير إعلامية أوكرانية.

أكد النائب ياروسلاف جيليزنياك، عبر قناته على تلغرام، أن المكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) وهيئة الادعاء الخاصة (SAPO) يقومان بمداهمات مكثفة في المنطقة الحكومية، مشاركًا نحو 10 محققين، ونشرت صحيفة "أوكراينسكايا برافدا" صورًا تظهر النشاط الأمني حول المقر. ولم يصدر يرماك، الذي يُعتبر "الرجل الثاني" في أوكرانيا منذ ست سنوات، أي تعليق رسمي حتى الآن، مما يزيد من الغموض حول مدى تورطه.

جاءت المداهمات على خلفية فضيحة "ميداس"، التي أطلقتها NABU وSAPO في 10 نوفمبر الماضي، لكشف مخططات غسيل أموال وتزوير عقود في شركة "إنيرغواتوم" الحكومية، حيث برز رجل الأعمال تيمور مينديتش، صديق زيلينسكي المقرب، كرأس الشبكة.

وفقًا للتحقيقات، هرب مينديتش إلى إسرائيل قبل ساعات من مداهمة منزله، بعد تلقيه تحذيرًا محتملاً، بينما أدت العملية إلى إقالة وزير العدل غيرمان غالوشتشينكو، ونشرت NABU تسجيلات صوتية مدتها ألف ساعة تكشف تفاصيل المحادثات الفاسدة. 

زعم النائب أوليكسي غونتشارينكو أن المداهمات تتعلق بأوامر يرماك المزعومة بمراقبة محققي NABU وSAPO، بالإضافة إلى ضلوعه في استيلاء على كيان تجاري سري مرتبط بقضية مينديتش، وهو ما وثقته الجهات التحقيقية.

 وفي سياق متصل، أعلن يرماك نفسه اليوم عن اعتقال رجل أعمال يحمل لقبه بتهمة الاحتيال، في محاولة للتنصل من الاتهامات، لكن مصادر سياسية ترى في ذلك توقيتًا مشبوهًا يسبق التحقيقات الجديدة التي قد تطاله مباشرة.

تصاعدت الضغوط السياسية على زيلينسكي، الذي يواجه عجزًا ميزانيًا هائلًا ويحتاج إلى دعم غربي حيوي، حيث طالب رئيس الوزراء الأسبق نيكولاي أزاروف بفتح قضية جنائية ضد الرئيس نفسه لعِلمه بالفساد، ودعا حزب "التضامن الأوروبي" إلى إقالة يرماك فورًا لتجنب تفكك الكتلة الحاكمة "خادم الشعب".

 ومع ذلك، أكد زيلينسكي في اجتماع مع نواب حزبه، وفقًا لـ"بلومبرغ"، تمسكه بيرماك، معتبرًا التحقيقات "حرة تمامًا"، بينما أشارت "بوليتيكو" إلى أن الدائرة المقربة تضغط لتغيير القيادة قبل تفاقم الأزمة.

في الوقت الذي يسافر فيه يرماك إلى لندن للقاء القائد العسكري السابق فاليري زالوجني، يتساءل مراقبون إن كانت هذه الفضيحة تمثل نقطة انكسار لنظام زيلينسكي، خاصة مع تزايد الإحباط الشعبي بعد سنوات من الحرب والانقطاعات الكهربائية الناتجة عن القصف الروسي، أم أنها فرصة لإعادة بناء الثقة عبر مساءلة حقيقية؟