اقرأ ايضأ:-
وتأتي هذه التحركات وسط تحذيرات إعلامية إسرائيلية من أن العمليات العسكرية المرتقبة قد تدفع سكان القطاع إلى الفرار عبر معبر رفح، مما يهدد الأمن القومي المصري.
أفادت قناة i24 الإخبارية الإسرائيلية أن مصر نشرت قوات كبيرة، تشمل نحو 40 ألف جندي ومركبات مدرعة، في شمال سيناء، بالتزامن مع استعدادات إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة، المعروفة باسم "عربات جدعون 2".
وأشارت القناة إلى أن القاهرة تتخوف من سيناريو يجبر حوالي مليون فلسطيني على النزوح جنوبًا نحو الحدود المصرية، نتيجة الضغط العسكري الإسرائيلي. هذا الوضع يُنظر إليه في مصر كتهديد مباشر للأمن القومي، قد يُثقل كاهل سيناء بأزمة إنسانية وأمنية غير مسبوقة.
وأوضح الإعلام العبري أن مصر ترى في هذه التحركات محاولة إسرائيلية محتملة لتكريس سياسة "الهجرة الطوعية"، التي قد تحول جنوب غزة إلى محطة مؤقتة لدفع الفلسطينيين نحو الحدود.
في هذا السياق، نقلت القناة عن نائبة السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، روث واسرمان-لاندا، تأكيدها على أن مصر تتوسط لوقف إطلاق النار، لكنها تستعد عسكريًا لمواجهة أي خرق حدودي.
وأعربت واسرمان-لاندا عن دعمها للهجرة الطوعية لسكان غزة، لكن إلى دول أخرى مثل إندونيسيا أو السودان، وليس إلى مصر، محذرة من أن دفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية سيفاقم العداء الشعبي ضد إسرائيل.
من جانبها، أكدت مصر مرارًا موقفها الرافض لتهجير سكان غزة، واصفة إياه بـ"الخط الأحمر".
وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن القاهرة لن تسمح بتحويل القطاع إلى أرض غير صالحة للسكن لإجبار سكانها على الفرار.
كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن التعزيزات المصرية تتم بالتنسيق مع إسرائيل، وفقًا للملحق الأمني باتفاقية السلام، لكنها تعكس قلقًا عميقًا من الفوضى المحتملة على الحدود.
تظل مصر في حالة تأهب، حيث ترسل تعزيزاتها العسكرية رسالة واضحة: حماية سيادتها ومنع أي اختراق حدودي. ومع تصاعد التوترات في غزة، يبقى السؤال: إلى أي مدى ستتمكن مصر من الحفاظ على استقرار حدودها في مواجهة هذه التحديات؟