جاءت هذه العمليات، وفقًا لتصريحات سريع، "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ورفضًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة". وبينما أكدت القوات المسلحة اليمنية نجاح الصواريخ في الوصول إلى أهدافها، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض أحد الصواريخ قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
عمليات حيفا: ضربات متتالية في ساعات
استهدفت العملية الأولى قاعدة "رامات دافيد" الجوية شرق حيفا بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، وفقًا لبيان سريع الصباحي. وبعد ساعات قليلة، أعلن عن عملية ثانية استهدفت هدفًا حيويًا آخر في حيفا بصاروخ مماثل، مشيرًا إلى أن الصاروخ "وصل إلى هدفه بنجاح وأجبر ملايين المستوطنين على الهروب إلى الملاجئ".
ويُعد صاروخ "فلسطين 2"، بمداه البالغ 2150 كيلومترًا وسرعته التي تصل إلى 16 ماخ، سلاحًا متقدمًا يعمل بالوقود الصلب، ويتميز بقدرته على المناورة وتقنية التخفي، مما يجعل اعتراضه تحديًا كبيرًا للدفاعات الجوية.
رد إسرائيلي: اعتراض وتحقيقات
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أنه اعترض صاروخًا أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية، بعد دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق. وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن هذه الهجمات، التي وصل عددها إلى 25 صاروخًا باليستيًا منذ استئناف القتال في غزة، أثارت قلقًا متزايدًا، حيث أدت إلى إجبار ملايين السكان على اللجوء إلى الملاجئ.
كما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن شظايا الصواريخ تسببت في حريق بمنطقة طمرة، مما يعكس التأثير المباشر لهذه العمليات.
سياق العمليات: تضامن مع غزة
تأتي هذه الهجمات في إطار إسناد الحوثيين للشعب الفلسطيني في مواجهة الحرب الإسرائيلية على غزة، التي استؤنفت بعد انتهاء هدنة مؤقتة في يناير 2025. وأكد سريع أن العمليات الإسنادية، بما فيها فرض الحصار البحري على إسرائيل في البحرين الأحمر والعربي، ستستمر حتى "وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها". وأشار إلى فشل القوات الأمريكية، التي تدعم إسرائيل عسكريًا، في كسر هذا الحصار، مؤكدًا استمرار الجماعة في توسيع دائرة الأهداف. وكانت الجماعة قد استهدفت سابقًا سفنًا إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب، مستخدمة صواريخ مثل "حاطم 2"، مما يعكس استراتيجية متكاملة تجمع بين الهجمات البرية والبحرية.
دعوة للتضامن العربي والإسلامي
في بيانه الثاني، دعا الحوثيون الشعوب العربية والإسلامية إلى "تأدية واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية" تجاه الشعب الفلسطيني، حاثين على تحرك عاجل لوقف "حرب الإبادة" في غزة. ويأتي هذا الخطاب في سياق تصاعد الغضب الشعبي في المنطقة إزاء استمرار الحرب، حيث أشادت حركات مثل حماس، عبر المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، بدعم الحوثيين، واصفة عملياتهم بـ"النوعية".
تحديات إسرائيل: فشل الدفاعات وقلق متصاعد
تُظهر الهجمات المتكررة تحديًا كبيرًا للدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي فشلت في اعتراض بعض الصواريخ، كما حدث في هجوم سابق على يافا. وأثارت هذه العمليات انتقادات داخلية في إسرائيل، حيث عبر سياسيون مثل أفيغدور ليبرمان عن قلقهم من تكرار الهجمات، مشيرين إلى أن "صاروخين في يوم واحد دفعا الملايين للملاجئ". كما أبدت وسائل إعلام إسرائيلية قلقًا من قدرة الحوثيين على إطلاق صواريخ بعيدة المدى تخترق الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية، مما يلقي "ظلًا ثقيلًا" على الحياة اليومية.
تصعيد ينذر بمواجهة أوسع
تُمثل العمليات العسكرية التي نفذها الحوثيون في حيفا تصعيدًا خطيرًا في الصراع الإقليمي، يعكس تعقيدات الوضع في غزة وتداعياته على المنطقة. من خلال صواريخها المتقدمة وخطابها الداعي إلى التضامن، تسعى الجماعة إلى إعادة تشكيل ديناميكيات الصراع، مؤكدة دورها كلاعب إقليمي لا يُستهان به. في المقابل، تواجه إسرائيل تحديات متزايدة في التصدي لهذه الهجمات، بينما يظل الشعب الفلسطيني في غزة تحت وطأة الحرب والحصار. ومع استمرار التوترات، تظل الأسئلة مفتوحة: هل ستؤدي هذه العمليات إلى تغيير في المعادلة الإقليمية، أم ستُفاقم من الصراع دون حل يلوح في الأفق؟