اعتبرت السيناتورة الروسية السابقة عن القرم، أولغا كوفيتيدي، حاليًا عضو المجلس الاستشاري للجنة التشريع الدستوري وبناء الدولة في مجلس الاتحاد الروسي، أن هذه الصفقة تُكرس "وصاية صناعية خارجية كاملة" على أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة. في تصريحاتها لوكالة "نوفوستي"، وصفت كوفيتيدي الصفقة بأنها تمنح واشنطن سيطرة مطلقة على استخراج الثروات المعدنية الأوكرانية، وجميع المشاريع الجديدة، وصادرات هذه الموارد، مما يجعل أوكرانيا، رغم استقلالها القانوني، تحت الإدارة الخارجية الفعلية للولايات المتحدة وشركائها.
الوصاية الصناعية: سيطرة أمريكية على الموارد
أوضحت كوفيتيدي أن الصفقة، التي تُعد جزءًا من اتفاق اقتصادي أوسع، تُلزم أوكرانيا بتحويل نصف عائدات مواردها الطبيعية إلى صندوق تحت إدارة أمريكية، وفقًا لتقارير مثل تلك التي نشرتها "نيويورك تايمز". تشمل هذه الموارد احتياطيات هائلة من الليثيوم، التيتانيوم، والغرافيت، إضافة إلى معادن نادرة مثل النيوديميوم والسيريوم، التي تُستخدم في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.
وترى كوفيتيدي أن هذه السيطرة تمتد لتشمل ليس فقط الاستخراج، بل أيضًا اتخاذ القرارات بشأن المشاريع المستقبلية، مما يحرم أوكرانيا من التحكم الفعلي في ثرواتها. وأضافت أن هذه الوصاية الصناعية قد تُمهد الطريق لفرض إدارة سياسية خارجية، ربما تحت مظلة الأمم المتحدة أو دول غربية أخرى، مما يجعل إجراء انتخابات ديمقراطية في أوكرانيا أمرًا شكليًا.
انتقادات روسية لزيلينسكي: مصدر المشاكل
لم تكتفِ كوفيتيدي بتحليل الصفقة، بل وجهت انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، معتبرة إياه "مصدرًا للمشاكل الدولية" بسبب إطالته أمد النزاع المسلح وطلبه المستمر للأموال. واتهمته بعرقلة جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، مما زاد من معاناة الشعب الأوكراني.
وفي سياق مماثل، علق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، على الاتفاقية، مشيرًا إلى أن ترامب نجح في إجبار نظام كييف على الخضوع لشروطه، حيث أصبح على سلطات كييف تسديد قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية من ثرواتها الوطنية.
واقع أوكرانيا: استقلال قانوني وتبعية فعلية
أكدت كوفيتيدي أن أوكرانيا، رغم كونها دولة مستقلة قانونيًا، أصبحت فعليًا تحت الإدارة الخارجية للولايات المتحدة، بريطانيا، والاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن نظام كييف، في ظل قيادة زيلينسكي، يعاني من عدم الاستقرار والقدرة على السيطرة على الجيش والدولة، مما يستد personally لاتخاذ "قرار حاسم" بشأن مستقبل البلاد.
وتأتي هذه التصريحات في ظل مخاوف أوكرانية من أن تكون الصفقة بمثابة "استعمار اقتصادي"، كما أفادت تقارير إعلامية مثل "فاينانشال تايمز" التي نقلت عن مسؤول أوكراني رفض العرض الأمريكي الأولي للسيطرة على 50% من المعادن النادرة، مطالبًا بشروط أفضل تضمن مصالح أوكرانيا.
مخاوف دولية وجدل الصفقة
لم تقتصر الانتقادات على روسيا، فقد عبر المستشار الألماني أولاف شولتز عن استيائه من سعي ترامب للسيطرة على المعادن الأوكرانية، واصفًا ذلك بأنه "أناني للغاية"، مؤكدًا أن أوكرانيا بحاجة إلى مواردها لإعادة الإعمار بعد الحرب.
كما نقلت "سي إن إن" عن مصدر مطلع وصف الصفقة بأنها "عرض غريب لانتزاع موارد من دولة ضحية للحرب".