سيطرة "الدعم السريع" على هجليج.. انقطاع فوري للنفط يهدد اقتصاد السودان وجنوبها بكارثة إقليمية

#السودان_في_الحرب #هجليج_النفطي #قوات_الدعم_السريع #أزمة_إقليمية #اقتصاد_مهدد

سيطرة "الدعم السريع" على هجليج.. انقطاع فوري للنفط يهدد اقتصاد السودان وجنوبها بكارثة إقليمية

الرؤية المصرية:- الخرطوم – أعلنت قوات الدعم السريع (RSF) اليوم الاثنين سيطرتها الكاملة على حقل هجليج النفطي الاستراتيجي في جنوب كردفان، مما أدى إلى إغلاق فوري للمنشآت وإجلاء العاملين نحو جنوب السودان، في تطور يفاقم أزمة الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 ويهدد بتعطيل تدفقات نفطية تصل إلى 150 ألف برميل يومياً، وفقاً لتقارير ميدانية ومصادر صناعية.

مهندس في الحقل أكد لـ"أسوشيتد برس" و"رويترز" أن فرق الطوارئ أوقفت الإنتاج صباح اليوم، وانسحبت القوات الحكومية يوم الأحد لتجنب تدمير المنشآت، مما يعني توقفاً كاملاً لمعالجة النفط الجنوب سوداني الذي يشكل 98% من إيرادات جوبا، ويوفر للسودان عمولات تصل إلى 500 مليون دولار سنوياً عبر خط أنابيب النيل الكبرى إلى بورتسودان.

يأتي الاستيلاء في سياق تصعيد عنيف في كردفان، حيث سيطرت RSF على معظم الغرب والجنوب بعد طرد الجيش من دارفور في أكتوبر الماضي، وسط اتهامات أمريكية للقوات بالإبادة الجماعية في نزاع أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد 12 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة. يوسف عليان، رئيس الإدارة المدنية التابعة لـRSF في المنطقة، أعلن في بيان أن "قوة مدربة ستحمي الحقل من التخريب"، معتبراً السيطرة "نقطة تحول اقتصادية لتحرير الوطن".

الحقل، الذي يقع قرب الحدود الجنوبية وكان مصدر نزاع في 2012، يعالج نحو 80-100 ألف برميل يومياً لكلا البلدين، وفقاً لمصادر في شركة النيل للبترول، وكان تعرض لهجمات طائرات بدون طيار في أغسطس أدت إلى تعليق مؤقت. الجيش السوداني أقر الانسحاب لـ"حماية المنشآت"، بينما اتهم RSF الجيش بـ"القصف المتعمد"، مما يعكس تقسيماً فعلياً للبلاد: الشمال والشرق للجيش، والجنوب والغرب للمعارضة.

مع هذا الاستيلاء، يتوقع خبراء في "بلومبرغ" انخفاضاً حاداً في الإيرادات، مما يفاقم الجوع والانهيار الاقتصادي في السودان، ويضغط على جوبا التي تعتمد كلياً على التصدير عبر السودان، وسط مخاوف من تداعيات إقليمية تشمل الاستقرار في تشاد وليبيا.

هل يفتح هذا السيطرة باباً لمفاوضات اقتصادية، أم يغرق السودان في دوامة جديدة من النزاعات على الموارد؟