تحليل موقف ترامب من الصراع الأوكراني

الرؤية المصرية:- تشير تقارير صحيفة "فاينانشال تايمز" إلى أن حلفاء أوكرانيا الغربيين يرون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل إلى اعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شريكًا محتملاً في المفاوضات، بينما ينظر إلى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على أنه العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام.

تحليل موقف ترامب من الصراع الأوكراني

اقرأ ايضأ:-

هذا الموقف يعكس تحولًا في لهجة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصراع الأوكراني، مما أثار انفعالًا بين الحلفاء الغربيين، وإن كانوا يعتقدون أن هذا التغيير لن يترجم بالضرورة إلى إجراءات جذرية.

الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا

وفقًا لتقارير، أعلنت الولايات المتحدة زيادة حصة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في ميزانية الدفاع لعام 2026، مع التركيز على توفير أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل صواريخ "باتريوت".

ومع ذلك، يرى الحلفاء الغربيون أن هذه الأنظمة، رغم أهميتها للدفاع عن أوكرانيا، لن تغير بشكل جذري ديناميكيات الصراع. هذا التقييم يعكس رؤية براغماتية تقر بأهمية الدعم العسكري، لكنها تشكك في قدرته على إنهاء الصراع بشكل نهائي.

تقلبات في سياسة التوريد العسكري

في الثاني من يوليو، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واشنطن علقت توريد عدد من الأسلحة المتقدمة إلى كييف، بما في ذلك صواريخ "باتريوت"، وذخائر "GMLRS" دقيقة التوجيه، وصواريخ "هيلفاير"، وأنظمة "ستينغر" المحمولة. 

هذا القرار أثار رد فعل قوي من أوكرانيا، حيث استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية القائم بالأعمال الأمريكي في كييف، جون جينكل، للتعبير عن استيائها. كما أشار زيلينسكي إلى أن أوروبا لا يمكنها تعويض الدور الأمريكي في توريد الأسلحة. 

ومع ذلك، سرعان ما أعلن ترامب في الثالث من يوليو عن استمرار الدعم العسكري لكييف، وفي السابع من يوليو، أكد استئناف إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية. هذه التقلبات تعكس نهجًا غير متسق في السياسة الأمريكية، مما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية طويلة الأمد تجاه الصراع. 

 التوجهات الدبلوماسية المستقبلية

إن ميل ترامب للتعامل مع بوتين كشريك محتمل في المفاوضات، مع اعتبار زيلينسكي عقبة أمام السلام، يشير إلى توجه محتمل نحو دبلوماسية مباشرة تهدف إلى إنهاء الصراع عبر تسويات سياسية. 

لكن هذا النهج قد يواجه تحديات، خاصة في ظل استمرار الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، مما يعكس توازنًا دقيقًا بين الضغط العسكري والتفاوض السياسي. 

في النهاية، يبقى الموقف الأمريكي تجاه الصراع الأوكراني محط أنظار العالم، حيث ستحدد قرارات ترامب وفريقه خلال الفترة القادمة مدى إمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات، أو استمرار الصراع في ظل الدعم العسكري المستمر.