الرؤية المصرية:-تستضيف العاصمة القطرية الدوحة محادثات حساسة بين وفد من حكومة طالبان الأفغانية بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب ووفد باكستاني، في محاولة لإعادة إحياء الهدنة المنهارة بين البلدين.
تأتي هذه المبادرة، التي أعلن عنها يوم السبت، بعد تصاعد التوترات بين كابل وإسلام آباد، على خلفية تبادل الاتهامات والغارات الجوية التي أودت بحياة مدنيين.
وأفاد الناطق باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر منصة "إكس"، بأن الوفد الأفغاني وصل إلى الدوحة لمناقشة القضايا الأمنية مع الجانب الباكستاني، بوساطة قطرية تهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار وإرساء تفاهم أمني طويل الأمد. في المقابل، أكد التلفزيون الرسمي الباكستاني توجه وفد بلاده إلى قطر للغرض ذاته.
اقرأ ايضأ:-
تتصاعد التوترات بين الجارتين منذ أيام، حيث تتهم باكستان طالبان الأفغانية بإيواء مسلحي حركة طالبان الباكستانية، بينما تستنكر كابل الغارات الجوية الباكستانية على إقليم باكتيكا، التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
هذه الاشتباكات، التي تلتها هدنة مؤقتة يوم الأربعاء، انهارت مساء الجمعة، مما دفع قطر إلى التدخل السريع لاحتواء الأزمة.
تكتسب هذه المحادثات أهمية كبيرة للمنطقة، حيث يهدد التصعيد بين أفغانستان وباكستان بزعزعة الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل الخسائر البشرية التي خلفتها الاشتباكات الأخيرة، والتي أودت بحياة عشرات المدنيين وأصابت المئات.
وتسعى الوساطة القطرية إلى تهيئة الأرضية لاتفاق يعالج الخلافات الأمنية ويحد من التصعيد العسكري.
من منظور مصر، التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية وثيقة مع قطر، فإن نجاح هذه الوساطة قد يعزز الاستقرار في منطقة تعاني من توترات مستمرة، مما ينعكس إيجابًا على الأمن الإقليمي ومصالح القاهرة الاستراتيجية. كما أن دور قطر المتزايد كوسيط إقليمي يعكس أهمية الدبلوماسية العربية في حل الأزمات الدولية.
هل ستتمكن الدوحة من تحقيق اختراق يعيد الهدوء إلى الحدود الأفغانية-الباكستانية؟
تبقى الأنظار متجهة نحو المحادثات، التي قد تمهد الطريق لتسوية أمنية مستدامة أو تعميق الخلافات بين الجارتين.