اقرأ ايضأ:-
وقد اختير 48 متطوعًا للمشاركة في هذه التجارب التي تُعد إنجازًا علميًا بارزًا، حيث يسعى الباحثون إلى دراسة تأثير اللقاح بدقة على مدى الفترة المحددة.
تحديات السرطان وتعقيدات العلاج
يؤكد الدكتور بيتر تشوماكوف، العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، أن السرطان يمثل تحديًا معقدًا بسبب تفرد كل ورم.
ويوضح قائلاً: "لا يوجد علاج شامل للسرطان، بل ترسانة من الأدوية يجب اختيارها بعناية لتناسب حالة كل مريض." ويُعد بدء الاختبارات السريرية لهذا اللقاح خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات مبتكرة.
نهج العلاج المناعي
يُركز اللقاح الجديد على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية باستخدام فيروسات آمنة مستخلصة من أمعاء أطفال أصحاء تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات.
هذه الفيروسات، التي تتميز بقدرتها على التكاثر والتدمير الانتقائي للخلايا السرطانية، تُوجّه الجهاز المناعي للتعرف على الأورام ومهاجمتها.
ويُشير تشوماكوف إلى أن مصطلح "لقاح" قد لا يكون دقيقًا تمامًا، بل يُعد هذا النهج شكلاً من أشكال العلاج المناعي الفردي المصمم خصيصًا لكل مريض.
آلية عمل اللقاح
يعتمد اللقاح على استهداف الخلايا السرطانية التي تفشل المناعة في اكتشافها.
يوضح تشوماكوف: "الفيروسات تُوجَّه نحو الأورام، وكلما كان السرطان أكثر خبثًا، زادت حساسيته لهذه الفيروسات." ونظريًا، يمكن لهذا النهج علاج أنواع متعددة من السرطان، رغم أن علاج أورام مثل الساركوما يبقى تحديًا صعبًا.
تقنيات متقدمة في الأفق
إلى جانب هذا اللقاح، تعمل فرق أخرى في روسيا على تطوير لقاحات تعتمد على تقنية mRNA، التي ترمّز بروتينات معدلة من الورم لتحفيز استجابة مناعية.
هذا النهج، رغم تعقيده، يُعد واعدًا لتقديم علاجات مخصصة تتناسب مع الخصائص الفريدة لكل ورم.
خطوة نحو المستقبل
تُمثل هذه التجارب السريرية تقدمًا ملحوظًا في مكافحة السرطان، حيث تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والتخصيص العلاجي.
ومع استمرار البحث، يأمل العلماء أن يُسهم هذا اللقاح في تعزيز فعالية العلاجات المناعية، مما يوفر أملًا جديدًا للمرضى في مواجهة هذا المرض المعقد.