#غزة_تحت_النار #صحافة_المقاومة #اتحاد_إذاعات_عربية
الرؤية المصرية:- في لحظة تاريخية تجسدت فيها شجاعة الصحافة العربية، أكد اتحاد إذاعات الدول العربية نجاح تجربته الرائدة بتعيين مراسلين خاصين في غزة والأراضي الفلسطينية، حيث أنتجوا أكثر من 5500 تقرير على مدى 735 يومًا، وسط استهداف مباشر وانقطاعات تقنية، مما أوصل صوت الفلسطينيين إلى العالم بأسره وأشاد به شركاء دوليون مثل اتحاد الإذاعات الأوروبية.
كنت هناك، متابعًا كل كلمة وصورة عبر الشاشات في مقر الاتحاد بتونس يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، حيث انعقدت الندوة الإخبارية السنوية بعنوان "تجربة الاتحاد في اعتماد مراسلين إخباريين في مناطق الحروب وسبل تطويرها – فلسطين نموذجًا".
حضرها أعضاء لجنتي الأخبار والإعلام الجديد، إلى جانب ممثلين عن اتحاد الإذاعات الأوروبية والآسيوية ووكالة "سبوتنيك" الروسية، وكانت المداخلات المباشرة من غزة ورام الله تلامس القلوب مباشرة، كأن الرصاص يدوي في الخلفية.
برزت صفاء الهبيل، مراسلة الاتحاد في غزة، كرمز للصمود، مشددة على أن "الكاميرا قادرة على فضح الدبابة أمام العالم" رغم نقص المعدات وانقطاع الكهرباء.
روت كيف أصبحت صحفية ومصورة ومنتجة في آن، مضيفة مهارات المونتاج الذاتي تحت القصف، وأكدت أن كل تقرير معركة نفسية للحفاظ على المهنية أمام المشاهد القاسية، مع دعم الاتحاد الذي رفع معنوياتها بتأكيده على سلامتها.
أما فؤاد جرادة، زميلها في غزة، فقد وصف التجربة بـ"مدرسة مهنية" بعد 20 عامًا في الإعلام، حيث ركز على الدقة اللامتناهية في نقل الحقيقة بلغة الأرقام: خلف كل 10 آلاف منزل مدمر عائلات مشردة، وخلف كل جريح قصة إنسانية.
أبرز كيف وازن بين الصورة والتحليل لتوضيح حجم الكارثة، رغم صعوبة التنقل واستهداف الصحفيين.
من الضفة الغربية والقدس، أتت ميساء الأحمد لتكشف عن "سباق مع المخاطر" يوميًا، حيث يواجه المراسلون مصادرة المعدات، اعتداءات المستوطنين، والحواجز العسكرية. قالت: "كل صورة شهادة للتاريخ، والصمت أخطر من الخوف"، مشيرة إلى استخدام الهواتف العادية للتصوير السري، مما يجعل الرواية انتزاعًا لحق مشروع.
دعم هذه الشهادات تقرير أحمد إبراهيم، رئيس قسم المحتوى بالجزائر، الذي كشف إحصاءات مذهلة: 40% تقارير ميدانية، 30% قصص إنسانية، و20% تحليلات، مع 114 موضوعًا في الأيام الأولى لوقف إطلاق النار الأخير، استفادت منها هيئات عربية ودولية بلغت 2287 مادة لشركاء مثل الأوروبيين والآسيويين.
أشاد المدير العام عبد الرحيم سليمان بالمراسلين، واصفًا إياهم بـ"جديرين بالتكريم"، وشكر هيئة الإذاعة الفلسطينية على تعاونها رغم الحصار، معلنًا خطط توسيع التجربة لمناطق نزاع أخرى لنقل الخبر العربي بعيون عربية إلى العالم غير العربي.
وكان الإشادة الدولية قمة اللحظة: قال إيميليو سان بيدرو من اليوروفيجن إن تغطية الاتحاد كانت "حاسمة" لتوثيق الجوع والمجاعة في غزة، حيث منعت إسرائيل دخول صحفييهم.
أما إيندرا براكاش سينغ من الآسيافيجن، فقد وصف المواد بـ"استثنائية"، معبرًا عن تضامن مع الصحفيين الذين خاطر حياتهم للحقيقة.
في ظل هذه الشراكات، يبرز سؤال: كيف سيغير هذا الصمود الإعلامي خريطة التغطية العالمية للنزاعات، مضيفًا صوتًا عربيًا أصيلاً يتحدى الرقابة ويبني جسورًا مع شعوب العالم؟