نجاح إطلاق القمر الصناعي "بيون-إم رقم 2" في بعثة روسية لدراسة الحياة في الفضاء

الرؤية المصرية:- أعلنت وكالة الفضاء الروسية عن نجاح إطلاق القمر الصناعي "بيون-إم رقم 2"، الذي وُضع بنجاح في مداره المخصص على ارتفاع يتراوح بين 370 و380 كيلومتراً، وبزاوية ميل كبيرة، وذلك بعد إقلاعه بواسطة صاروخ Soyuz-2.1b من مطار بايكونور الفضائي في كازاخستان، يوم الأربعاء 20 أغسطس 2025، في تمام الساعة 20:13 بتوقيت موسكو.

نجاح إطلاق القمر الصناعي "بيون-إم رقم 2" في بعثة روسية لدراسة الحياة في الفضاء

وبعد 9 دقائق و23 ثانية فقط من الإقلاع، استقر القمر في المدار المستهدف، ممهداً الطريق لبعثة علمية طموحة تهدف إلى استكشاف تأثير الظروف الفضائية على الكائنات الحية.

يحمل القمر الصناعي "بيون-إم رقم 2" حمولة بيولوجية متنوعة تشمل 75 فأراً، و1500 ذبابة فاكهة (Drosophila)، إلى جانب نباتات طبية، بذور، طحالب، كائنات دقيقة، وخلايا جذعية بشرية وحيوانية. تهدف هذه البعثة، التي تستمر 30 يوماً، إلى دراسة تأثير الإشعاع الكوني العالي والبيئة المغناطيسية المختلفة في الفضاء على هذه الكائنات، لتقييم السلامة البيولوجية في المدارات ذات الخصائص الفريدة.

وتُجرى التجارب باستخدام معدات علمية متطورة مثبتة داخل وخارج وحدة الهبوط المغلقة، والتي تشمل منصة لأدوات قابلة للفصل، أنظمة مراقبة متقدمة، وألواح شمسية لتوليد الطاقة. 

يُعد "بيون-إم رقم 2" جزءاً من برنامج روسي طويل الأمد لأبحاث البيولوجيا الفضائية، يمتد لعقود من الزمن. فقد سبق إطلاق 11 قمراً من نوع "بيون" بين عامي 1973 و1996، حملت كائنات حية متنوعة مثل القرود، الجرذان، الأسماك، والحشرات. وفي عام 2013، أُطلق القمر "بيون-إم" المُحدّث في مهمة مماثلة استمرت 30 يوماً، مما يعكس التزام روسيا المستمر بتطوير فهمنا لتأثيرات الفضاء على الحياة، وهو ما يُسهم في تمهيد الطريق لاستكشاف الفضاء البعيد ورحلات الفضاء طويلة الأمد. 

تُبرز هذه البعثة أهمية التعاون العلمي في مواجهة التحديات التي تفرضها البيئة الفضائية، حيث تُعد النتائج المتوقعة من "بيون-إم رقم 2" خطوة أساسية نحو تطوير تقنيات تضمن سلامة الكائنات الحية في الفضاء. ومع استمرار التقدم في هذا المجال، تؤكد روسيا مكانتها كرائدة في أبحاث البيولوجيا الفضائية، مما يعزز آفاق استكشاف الفضاء في المستقبل.