يأتي هذا الملتقى في وقت تواجه فيه قابس تحديات اقتصادية وبيئية كبيرة، مما يجعله فرصة ذهبية لإعادة تشكيل مستقبل المدينة من خلال الاستفادة من إمكانياتها السياحية والثقافية الغنية.
من خلال جلساته وورش العمل، يسعى الملتقى إلى وضع إطار للتعاون الإقليمي وتشجيع الاستثمارات التي يمكن أن تحول قابس إلى وجهة سياحية مستدامة ومزدهرة.
يتضمن الملتقى برنامجًا شاملًا يمتد على ثلاثة أيام، يركز على محاور رئيسية:
- اليوم الأول:
ندوات حول الشركات الأهلية والصناعات التقليدية
- كلمة ترحيب وافتتاحية.- مناقشات حول دور الشركات الأهلية في التنمية السياحية المستدامة.- ورشات حية للصناعات التقليدية.- جولة سياحية إلى قرية الخبايات ومنابع المياه الحارة.- اليوم الثاني:
ندوة حول التعاون بين وكالات الأسفار
- مناقشات حول تطوير السياحة العربية.- ورشة عمل لأصحاب وكالات السفر.- زيارات سياحية إلى مطماطة، توجان، والزارات.- اليوم الثالث:
- ندوة حول الاستثمار السياحي
- - جلسات حول الامتيازات المالية والجبائية.- مناقشات حول آفاق الاستثمار السياحي في الجنوب الشرقي.- جولة في مدينة قابس وسوق جارة.- تكريم الضيوف وجلسة سمر.
أهداف الملتقى
يهدف الملتقى إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية لدعم التنمية في قابس:
- تعزيز السياحة المستدامة: يركز الملتقى على إبراز دور الشركات المحلية والصناعات التقليدية في تطوير سياحة مستدامة تحافظ على البيئة وتعزز الاقتصاد المحلي.
- تشجيع التعاون الإقليمي: من خلال جلسات مخصصة لوكالات السفر العربية، يسعى الملتقى إلى بناء شبكة تعاون إقليمية لزيادة تدفق السياح إلى قابس وتونس بشكل عام.
- جذب الاستثمارات: يهدف إلى عرض الفرص الاستثمارية والامتيازات المالية والجبائية المتاحة في القطاع السياحي، مما يشجع المستثمرين على الاستثمار في مشاريع سياحية في الجنوب الشرقي التونسي.
توقعات وآفاق الملتقى
من المتوقع أن يحقق الملتقى نتائج ملموسة تعود بالنفع على قابس والمنطقة المحيطة بها:
- زيادة الوعي السياحي: من المرجح أن يساهم الملتقى في تسليط الضوء على الإمكانيات السياحية لقابس، مثل واحتها الفريدة وشواطئها الخلابة، مما يجذب المزيد من الزوار المحليين والدوليين.
- إنشاء شراكات جديدة: يوفر الملتقى منصة للتواصل بين الشركات المحلية، وكالات السفر، والمستثمرين، مما قد يؤدي إلى عقد صفقات وشراكات تعزز القطاع السياحي.
- إطلاق مشاريع استثمارية: قد ينتج عن الملتقى مشاريع جديدة في البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق أو المراكز الثقافية، بالإضافة إلى تطوير منتجات سياحية تعتمد على الحرف التقليدية.
- توصيات سياسية: من المتوقع أن يقدم الملتقى توصيات للسياسات العامة تدعم السياحة المستدامة، مثل تحسين البنية التحتية أو تقديم حوافز إضافية للمستثمرين.
احتياجات قابس لمثل هذه المبادرات
تتمتع قابس بثروة طبيعية وثقافية هائلة تجعلها مرشحة لتكون وجهة سياحية بارزة، لكنها تواجه تحديات اقتصادية وبيئية تعيق تحقيق إمكانياتها الكاملة، وهذه المبادرات، مثل الملتقى العربي للإستثمار السياحي والاقتصادي، ضرورية لعدة أسباب:
- معالجة البطالة العالية: وفقًا لبيانات من CEIC Data، بلغت معدلات البطالة في قابس حوالي 24% في عام 2016، مما يعكس الحاجة الماسة إلى خلق فرص عمل جديدة. يمكن للسياحة أن توفر وظائف في مجالات مثل الضيافة، الإرشاد السياحي، والحرف اليدوية، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة.
- مواجهة التلوث الصناعي: تشير تقارير من The Tahrir Institute إلى أن الصناعات الكيماوية، مثل مجموعة الكيمياء التونسية، تسببت في تلوث التربة وانخفاض الإنتاج الزراعي، مما أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي. السياحة المستدامة يمكن أن تكون بديلاً اقتصاديًا يقلل الاعتماد على الصناعات الملوثة.
- تنويع الاقتصاد المحلي: تعتمد قابس حاليًا على قطاعات مثل الزراعة والصناعة الكيماوية، لكن هذه القطاعات تواجه تحديات بيئية واقتصادية. يمكن للسياحة أن تضيف مصدر دخل جديد، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويقلل من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على قطاعات محدودة.
- الحفاظ على التراث الثقافي: تشتهر قابس بحرفها التقليدية، مثل النسيج والحرف اليدوية، كما هو موضح في Discover Tunisia. يمكن للسياحة أن تساعد في الترويج لهذه الحرف والحفاظ عليها من خلال دمجها في تجارب سياحية، مما يدعم الحرفيين المحليين ويعزز الهوية الثقافية للمدينة.
- الاستفادة من التعاون الإقليمي: كون قابس جزءًا من العالم العربي، يمكنها جذب استثمارات من دول المنطقة، خاصة من خلال منصات مثل هذا الملتقى، الذي يجمع وكالات السفر والمستثمرين العرب لدعم التنمية السياحية.
يمثل الملتقى العربي للإستثمار السياحي والاقتصادي في قابس فرصة حاسمة لتحويل التحديات التي تواجهها المدينة إلى فرص للنمو والازدهار.
من خلال التركيز على السياحة المستدامة، التعاون الإقليمي، وجذب الاستثمارات، يمكن لقابس أن تستفيد من مواردها الطبيعية والثقافية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
كما يعكس هذا الحدث التزامًا بمستقبل أفضل لقابس، حيث يمكن أن تصبح وجهة سياحية رائدة في المنطقة، مع الحفاظ على تراثها الغني وتحسين جودة الحياة لسكانها.