اقرأ ايضأ:-
"نفس": رحلة الجسد نحو الحرية
عرض "نفس"، هو دعوة صريحة لتحرير الذات من قيود المجتمع، الدين، السياسة، والانتماءات الثقافية. يأخذ العرض الجمهور في رحلة عبر لغة الجسد، حيث يصبح الرقص أداة للتعبير عن الحقيقة الإنسانية، وكما تصف آمال العويني في تصريحها الحصري لـ"شبكة الرؤية الإخبارية المصرية": "نفس يحكي عن الحركة التي تجمعنا رغم الاختلافات في اللغة، اللون، أو الديانة. الحركة هي الشيفرة التي توحد العالم."
أهمية العروض الكوريغرافية في المهرجانات الفنية
العروض الكوريغرافية، مثل "نفس"، تُعد ركيزة أساسية في مهرجانات مثل مهرجان المسرح والمجتمع بسليانة، حيث تضيف بُعداً فنياً وإنسانياً فريداً. الرقص، كما أشار العرض، هو لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمة، تتجاوز الحدود الثقافية واللغوية لتصل إلى الجمهور مباشرة.
في سياق مهرجان يركز على التفاعل بين المسرح والمجتمع، يصبح الرقص أداة للحوار، يعبر عن قضايا الإنسانية مثل قبول الآخر، الحرية، والهوية.
هذه العروض لا تقتصر على الترفيه، بل تحفز التفكير وتعزز الوعي الاجتماعي، مما يجعلها عنصراً حيوياً في تعزيز التنوع الثقافي والسياحة في مناطق مثل سليانة، التي تُعد بعيدة عن مركز العاصمة.
وتكمن أهمية العروض الكوريغرافية أيضاً في قدرتها على جذب جمهور متنوع، من عشاق الفنون الراقصة إلى الزوار الباحثين عن تجارب فنية جديدة. في مهرجان سليانة، الذي ينظم تحت إشراف مركز الفنون الدرامية والركحية ووزارة الشؤون الثقافية، تُسهم مثل هذه العروض في خلق حركية ثقافية تنعش الجهة وتدعم الفنانين المحليين.
تفاعل الجمهور: ليلة مفعمة بالحماس سهرة "نفس" شهدت تفاعلاً استثنائياً من الجمهور في المركب الثقافي بسليانة، فمع كل حركة على البساط الاحمر الذي افترش الفضاء المفتوح أمام المركب الثقافي بسليانة، كان الجمهور يعيش لحظات من الانبهار والتأمل، حيث امتزجت التصفيقات الحارة مع لحظات الصمت التي تعكس التأثر العميق بالرسالة الفنية.
الجمهور، الذي ضم عائلات، شباباً، ومحبي الفنون من الجهة، أظهر شغفاً متزايداً مع كل دورة، كما أشارت آمال العويني في تصريحها: "كل مرة يكبر الجمهور وتزيد المسؤولية." هذا التفاعل يعكس نجاح المهرجان في استقطاب جمهور متنوع، يجد في العروض الكوريغرافية مساحة للتعبير عن مشاعره والتواصل مع الفن بلغة عالمية.
"نفس" دعوة للوحدة والإنسانية عرض "نفس" لآمال العويني ليس مجرد عرض كوريغرافي، بل تجربة إنسانية تحتفي بالاختلاف وتدعو إلى التحرر من القيود عبر لغة الجسد. في مهرجان المسرح والمجتمع بسليانة، أثبت هذا العرض أن الرقص ليس فقط فنًا، بل وسيلة لتعزيز التواصل الإنساني ودعم الثقافة المحلية.
مع استمرار المهرجان حتى 29 يونيو 2025، يبقى "نفس" صرخة فنية تدعو إلى عالم أكثر إنسانية، حيث يرقص الجميع معاً رغم الاختلافات.