الرؤية المصرية:-في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية بالدوحة، إلى إنشاء آلية عربية إسلامية موحدة لمواجهة التحديات الأمنية الكبرى التي تهدد استقرار المنطقة.
جاءت هذه الدعوة على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر، مؤكدًا أن وحدة الدول العربية والإسلامية تشكل نقطة ارتكاز للتصدي للأزمات الراهنة.
اقرأ ايضأ:-
وأكد السيسي أن هذه الآلية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية لحماية المصالح المشتركة، مشددًا على أن الوضع الراهن يتطلب تضافر الجهود لمواجهة السياسات الإسرائيلية التي وصفها بـ"المنفلتة والمزعزعة للاستقرار".
وأشار إلى أن استمرار هذه السياسات يقوض فرص السلام ويدفع المنطقة نحو دوامة من التصعيد، محذرًا من تداعياتها على أمن جميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإسرائيلي نفسه.
وأضاف الرئيس المصري أن القضية الفلسطينية تظل مفتاح الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن الحل العادل والشامل يقوم على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، جدد التزامه بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، رافضًا أي محاولات لإفشال جهود السلام التي بذلت على مدى عقود.
كما دعا السيسي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه سياسات إسرائيل التي "تضرب بالقيم الإنسانية عرض الحائط"، مشيرًا إلى أن استمرار هذا النهج لن يجلب سوى مزيد من التوتر والصراعات.
وأكد أن اللحظة التاريخية الدقيقة التي تمر بها المنطقة تستلزم وحدة عربية وإسلامية غير مسبوقة لمواجهة التحديات وحماية المستقبل.
تأتي دعوة السيسي في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية، حيث أعرب العاهل الأردني عن دعمه المطلق لأمن قطر، مؤكدًا أن أمنها جزء لا يتجزأ من أمن الأردن. وتكتسب هذه الدعوات أهمية خاصة في ظل التحركات الدبلوماسية لتعزيز التعاون العربي والإسلامي، وسط تحديات أمنية متشابكة تهدد استقرار المنطقة.
يبقى السؤال: هل ستتمكن هذه الآلية المقترحة من توحيد الجهود العربية والإسلامية لمواجهة التحديات؟ إن نجاح هذه المبادرة يعتمد على مدى التزام الدول الأعضاء والقدرة على صياغة إطار عملي يحقق التوازن بين الأمن والدبلوماسية، دون الوقوع في فخ التصعيد الذي قد يعقّد المشهد الإقليمي.