كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في إحاطة عقдت اليوم الإثنين، تفاصيل غير مسبوقة حول التحضير الاستراتيجي لهذه العملية التي استهدفت شل البرنامج النووي الإيراني وإضعاف قدراتها العسكرية والقيادية.
بدأ التخطيط في نوفمبر 2023، خلال اجتماع أمني وضع أسس عملية محدودة تستهدف منشأة فوردو النووية، أُطلق عليها اسم "عملية الأزرق والأبيض".
في تلك المرحلة، واجهت إسرائيل تحديات تتعلق بقدرتها على تنفيذ ضربات عميقة داخل إيران دون الاعتماد على الدعم الأمريكي.
وصف كاتس هذا التطور بـ"دور البديل"، وهو قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على العمل بشكل مستقل، والتي أكدها قائلاً: "لولا هذا التطوير، لما كانت هناك عملية في إيران".
بالتوازي، عملت الاستخبارات العسكرية على ثلاثة محاور: الأولى، عملية "نارنيا" التي استهدفت اغتيال علماء نوويين إيرانيين رئيسيين، والثانية، تعطيل نظام القيادة والسيطرة الإيراني لإضعاف قدرة طهران على الرد الفوري، والثالثة، ضربة افتتاحية استهدفت قادة أمنيين بارزين.
وفي ديسمبر 2023، ظهرت فكرة استهداف القيادة الإيرانية لكسر معنوياتها، تجسدت في عملية "الزفاف الأحمر" التي أدت إلى اغتيال قادة كبار في الحرس الثوري، بمن فيهم قائد سلاح الجو أمير علي حاجي زادة.
في يناير 2024، وخلال اجتماع حمل اسم "هيلا"، تم تحديد الهدف السياسي للعملية: شل البرنامج النووي مؤقتاً وفرض معادلة ردع جديدة. هذا الاجتماع مهد لعملية أوسع، أُطلق عليها "خطة التورنادو"، تهدف إلى إحداث تأثير مفاجئ في قلب طهران.
وفي 29 مايو 2024، تمت المصادقة على الخطة، التي تضمنت ضربات مركزة على منشآت حساسة في العاصمة الإيرانية، مع تعتيم إعلامي واستبعاد المشاركة الأمريكية العلنية.
في مايو 2024، صدر توجيه "P+7" للجاهزية خلال سبعة أيام، وفي يونيو، تم رفع التأهب إلى "P+3"، مع بدء الاستعدادات اللوجستية ونشر آلاف الجنود. في الساعات الأولى من 12 يونيو 2025، نفذت إسرائيل الضربة الافتتاحية، التي وصفتها مصادر عسكرية بأنها "أحبطت هجوماً إيرانياً وشيكاً".
أكد كاتس أن القيادات الإيرانية كانت على دراية باحتمال الهجوم، لكنها فشلت في اتخاذ التدابير الكافية، مما أدى إلى مقتل عدد من القادة الكبار. الضربات لم تكن ثابتة، بل تم تعديل الأهداف بناءً على المعلومات الاستخباراتية اللحظية.
وأشار إلى أن الأهمية لم تكن في تدمير منشأة بعينها، بل في التأثير التراكمي الذي أضعف القدرات الدفاعية والنووية الإيرانية، مؤكداً أن "يد إسرائيل باتت قادرة على الوصول في أي لحظة".
تزامنت العملية مع تصعيد إيراني رد بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، مما تسبب بأضرار في تل أبيب ومدن أخرى، لكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت في اعتراض معظمها. ومع ذلك، فإن العملية، التي وصفت بأنها الأكبر منذ عقود، أرسلت رسالة واضحة بأن إسرائيل قادرة على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، مع الحفاظ على التفوق الجوي وفرض ردع استراتيجي جديد.