أدرعي يثير الجدل: صور الدمار في غزة مقابل تل أبيب تكشف وجه الحرب

الرؤية المصرية:-أثار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، موجة من الجدل بنشره صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم السبت، للمقارنة بين تل أبيب وغزة التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية مدمرة.

أدرعي يثير الجدل: صور الدمار في غزة مقابل تل أبيب تكشف وجه الحرب

اقرأ ايضأ:-

 تأتي هذه الخطوة في سياق حملة دعائية تهدف إلى تصوير إسرائيل كمنتصرة، بينما تواجه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، مما يثير تساؤلات حول تأثيرات هذه الحرب على الاستقرار الإقليمي والأمن القومي المصري.

نشر أدرعي، عبر حسابه على منصة "X"، صوراً تُظهر تل أبيب في حالة ازدهار، مقابل مشاهد الدمار الهائل في غزة، معلقاً بسخرية: "كتب صديقي من غزة: هكذا تبدو تل أبيب المهزومة أمام غزة المنتصرة".

وهاجم في تدوينته ما وصفه بـ"وهم النصر" الذي يروج له "إعلام الإخوان وأدواتهم"، مستخدماً لغة استفزازية تستهدف شيطنة المقاومة الفلسطينية وتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية. 

منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، 62,622 قتيلاً و157,673 مصاباً حتى الآن، مع أكثر من 10,778 قتيلاً و45,632 مصاباً منذ 18 مارس 2025.

كما أكدت الأمم المتحدة حدوث مجاعة رسمية في القطاع، مع ارتفاع عدد ضحايا المساعدات الإنسانية إلى 2,076 قتيلاً و15,308 مصابين، مما يعكس الوضع الإنساني الكارثي. 

تصرف أدرعي يندرج ضمن استراتيجيته المعروفة في استخدام وسائل التواصل لتأثير النفسي على الجمهور العربي، حيث يعتمد على لغة تجمع بين التهويل والسخرية لتلميع صورة إسرائيل وتشويه المقاومة.

وقد واجهت تدويناته انتقادات حادة من نشطاء عرب، الذين اتهموه في السابق بنشر معلومات مضللة، كما حدث في 2023 عندما فضح نشطاء مقطع فيديو زعم أنه لقصف إسرائيلي في غزة. 

من منظور مصري، فإن هذه التطورات تحمل تداعيات مباشرة على الأمن القومي. مصر، التي تلعب دوراً محورياً في دعم استقرار المنطقة، أعلنت في وقت سابق تخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، مما يعكس التزامها بتخفيف الأزمة الإنسانية.

 لكن استمرار الدمار في غزة وتصاعد التوترات قد يؤديان إلى تدفقات لاجئين جديدة نحو الحدود المصرية، مما يضع ضغوطاً إضافية على سيناء، التي تظل خط دفاع أولي للأمن القومي المصري.

 كما أن تصعيد الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، كما يمثله أدرعي، قد يعقد جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات.

تبقى غزة رمزاً للمعاناة الإنسانية، بينما يواصل أدرعي استخدام وسائل التواصل كسلاح دعائي.

 ومع استمرار الحرب، تتزايد الحاجة إلى حلول دبلوماسية تضمن الاستقرار، ليس فقط للفلسطينيين، بل لجميع دول المنطقة، بما فيها مصر، التي تحمل عبء الحفاظ على أمنها القومي في ظل هذه التحديات.