اقرأ ايضأ:-
وأثارت الرسالة، التي حملت عنوان "نراكم.. نسمعكم.. نعرف عنكم كل شيء"، جدلًا واسعًا بسبب لهجتها الحادة وتحذيرها الصريح من استمرار إيران في سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
في رسالته، استعرض غالانت، الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال التحضير للعملية العسكرية، سلسلة النجاحات الإسرائيلية منذ اندلاع حرب "السيوف الحديدية" في 7 أكتوبر 2023، مؤكدًا أن إسرائيل نجحت في تفكيك ما أسماه "حلقة النار"، وهي الاستراتيجية الإيرانية لتطويق إسرائيل عبر وكلاء مثل حماس وحزب الله والحوثيين. وأشار إلى أن الخطة العسكرية الإسرائيلية، التي نفذتها بالتعاون مع الولايات المتحدة، استهدفت البرنامج النووي الإيراني، وأنظمة الدفاع الجوي، ومنشآت إنتاج الصواريخ، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء بارزين.
وكتب غالانت: "ما حدث في يونيو 2025 لم يكن مجرد حملة عسكرية، بل انهيار استراتيجي لنظام استغرق بناؤه أربعة عقود". وأضاف أن إسرائيل تمتلك قدرات استخباراتية متطورة، مشيرًا إلى أنها "ترى وتسمع كل شيء"، بما في ذلك جداول إيران الزمنية واتصالاتها مع حلفائها في بيروت ودمشق وطهران. وحذر خامنئي من أن استمرار السعي لامتلاك أسلحة نووية سيقود إيران إلى "ثمن باهظ"، مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني أصبح مكشوفًا بفضل الأقمار الصناعية والأدوات السيبرانية.
وأبرز غالانت فشل الاستراتيجية الإيرانية التي اعتمدت على وكلاء مثل حماس وحزب الله، مشيرًا إلى تحييد قياداتهم وتدمير ترسانتهم العسكرية. وأشار إلى أن هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي قادته حماس بدعم إيراني، لم يحقق أهدافه، بل أثار رد فعل إسرائيلي عنيف أدى إلى تدمير البنية التحتية العسكرية لإيران وحلفائها. كما لفت إلى تحول الموقف الإقليمي، حيث أصبحت دول الخليج والعراق في موقف معارض للهيمنة الإيرانية، فيما اختار خليفة الأسد في سوريا مسارًا مغايرًا.
ووجه غالانت تحذيرًا مباشرًا إلى خامنئي، قائلًا: "يمكنكم التفاوض، لكن هل نظامكم قادر على تقديم التنازلات؟"، مضيفًا أن السعي النووي أصبح "حلمًا" في ظل القدرات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية التي ستتمكن من تدمير أي محاولة لإعادة بناء البرنامج. ودعا إيران إلى التركيز على رفاهية شعبها بدلاً من استنزاف مواردها في مواجهة إسرائيل.
أثارت الرسالة ردود فعل متباينة. فقد اعتبرها محللون سياسيون محاولة للضغط النفسي على القيادة الإيرانية، بينما رأى آخرون أنها تعكس ثقة إسرائيل بقدراتها الاستخباراتية والعسكرية. من جانبها، لم تصدر إيران ردًا رسميًا حتى الآن، لكن مصادر مقربة من طهران وصفت الرسالة بأنها "استفزازية"، مؤكدة أن إيران ستواصل الدفاع عن سيادتها.